( باب الصيد في الحرم )
( قال ) : رضي الله عنه الحرم كان عليه الجزاء ; لأنه من جنايته ، وهو قول رجل رمى صيدا في الحل ، وهو في الحل فأصابه في رحمه الله تعالى فيما أعلم ، ومعنى هذا التعليل أن ذهاب السهم حتى وصل إلى الصيد كان بقوة الرامي ، وهو مباشر لذلك الفعل حتى يستوجب القصاص به إذا رمى إلى مسلم عمدا فقتله ، وإنما أصابه بعد ما صار صيد أبي حنيفة الحرم فكان هو قاتلا صيد الحرم بفعله فيلزمه الجزاء ، وهذا بخلاف ما لو الحرم حيث لا يضمن قال : لأن هذا ليس من جنايته ، ومعنى هذا أن طرد الكلب الصيد فعل أحدثه الكلب فلا يصير المرسل به جانيا على صيد أرسل كلبه على صيد في الحل فطرد الكلب الصيد حتى قتله في الحرم . وحقيقة المعنى في الفرق أن الرامي مباشر لما يصيبه سهمه وفي مباشرة الفعل لا فرق بين أن يكون متعديا وبين أن يكون غير متعد فيما يلزمه من الجزاء .
ألا ترى أن كان ضامنا له فأكثر ما في الباب هنا أنه في أصل الرمي لم يكن متعديا ، وهذا لا يمنع وجوب الجزاء عليه عند مباشرته ، فأما مرسل الكلب متسبب لإتلاف ما يأخذه الكلب لا مباشر حتى لا يلزمه القصاص بحال ، والمتسبب إذا كان متعديا في تسببه كان ضامنا وإذا لم يكن متعديا لا يكون ضامنا كمن حفر بئرا في ملك نفسه وهنا هو غير متعد في إرسال الكلب على صيد في الحل فلهذا لا يلزمه الجزاء من رمى سهما في ملك نفسه فأصاب مالا أو نفسا