( ولا يعبث في الصلاة بشيء من جسده وثيابه ) لحديث  أبي هريرة  رضي الله تعالى عنه قال : { إن الله - تعالى - كره لكم ثلاثا الرفث في الصوم والعبث في الصلاة  والضحك في المقابر   } ، ولما { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي ، وهو يعبث بلحيته قال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه   } ، فجعل فعله دليل نفاقه قال  الطحاوي  تأويله أن النبي صلى الله عليه وسلم عرف بطريق الوحي أن الرجل منافق مستهزئ ، فأما أن يكون هذا الفعل من علامات النفاق فلا ; لأن المصلي قلما ينجو منه .  [ ص: 26 ] ألا ترى أنه { قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن يطيق ذلك ؟ قال ليكن في الفريضة   } ، إذا فالحاصل أن كل عمل هو مفيد للمصلي ، فلا بأس أن يأتي به أصله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أنه عرق ليلة في صلاته فسلت العرق عن جبينه   } ; لأنه يؤذيه فكان مفيدا : { وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الصيف إذا قام من السجود نفض ثوبه يمنة أو يسرة   } ; لأنه كان مفيدا حتى لا يبقي صورة ، فأما ما ليس بمفيد فيكره للمصلي أن يشتغل به ، لقوله صلى الله عليه وسلم : { إن في الصلاة لشغلا   } ، والعبث غير مفيد له شيئا ، فلا يشتغل به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					