ص ( فطن )
ش : قال ابن عبد السلام : بحيث لا يستزل في رأيه ولا تتمشى عليه حيل الشهود وأكثر الخصوم ، انتهى . قال في التوضيح : وهذا الشرط لم يقع في كل نسخ والمراد من الفطانة ، وكلام ابن الحاجب يدل على اشتراطه ، انتهى . وجعل الطرطوشي ابن رشد في المقدمات الفطنة من الصفات المستحبة فقال : وأن يكون فطنا غير مخدوع لعقله ، انتهى . وكذا جعله ابن فرحون من الصفات المستحبة وقال ابن عرفة : وعد كونه فطنا من القسم الأول ، وهو ظاهر كلام ابن الحاجب لا يكتفى بالعقل التكليفي بل لا بد أن يكون بين الفطنة بعيدا من الغفلة وعده الطرطوشي ابن رشد وابن شاس من الصفات المستحبة غير الواجبة ، والحق أن مطلق الفطنة المانع من كثرة التغفل من القسم الأول ، والفطنة الموجبة للشهرة بها غير النادرة ينبغي كونها من الصفات المستحبة ، فعلى هذا طريقة ابن رشد أنسب ; لأن فطنا من أبنية المبالغة كحذر ، والمبالغة فيها مستحبة ، انتهى . فلو قال المؤلف : ذا فطنة لكان أحسن ، والله أعلم .
( لطيفة ) قال المشذالي في حاشية المدونة : روي أن كتب إلى عامله عمر بن عبد العزيز بالبصرة أن اجمع بين عدي بن أرطاة إياس بن معاوية والقاسم بن ربيعة فول القضاء أنفذهما فجمع عدي بينهما وقال لهما : ما عهد به إليه فقال له عمر إياس : سل عني وعن القاسم فقيهي البصرة الحسن وكان وابن سيرين القاسم يأتي الحسن وابن سيرين وإياس لا يأتيهما فعلم القاسم أنه إن سألهما أشارا به فقال له القاسم : لا تسأل عني ولا عنه فوالله الذي لا إله إلا هو إن إياسا أفقه مني وأعلم بالقضاء فإن كنت كاذبا فما عليك أن توليني وأنا كاذب وإن كنت صادقا فينبغي لك أن تقبل قولي فقال له إياس : إنك جئت برجل وأوقفته على شفا جهنم فنجى نفسه منها بيمين كاذبة فيستغفر الله منها وينجو مما يخاف فقال له عدي : أما إنك إذ فهمتها فأنت لها فاستقضاه ، انتهى .