الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( ولم يلزم تعميم كغزاة )

                                                                                                                            ش : اعلم أن الموصى له إذا كان معينا كفلان أو أولاد فلان ويسميهم فلا خلاف أنه يقسم [ ص: 375 ] بين الجميع بالسوية ومن مات فلوارثه حصته ومن ولد لم يدخل وإن كان الموصى لهم مجهولين غير محصورين كالفقراء والمساكين ، والغزاة وبني تميم وبني زهرة ونحوهم مما لا يمكن الإحاطة بهم فلا خلاف أنه لا يلزم تعميمهم ، ولا التسوية بينهم ، بل تقسم بالاجتهاد ويكون لمن حضر القسم ولا شيء لمن مات قبله ، ومن ولد أو قدم قبله استحق وإن كان الموصى لهم يمكن حصرهم ولكن الميت لم يعينهم ، كقوله : لأولادي ولإخوتي ، وأولادهم أو لأخوالي وأولادهم ونحو ذلك ، فاختلف فيه على قولين فقيل : إنهم كالمعينين يقسم بينهم بالسوية ، ومن مات قبل القسم فنصيبه لوارثه ومن ولد بعد موت الموصي لم يدخل وقيل كالمجهولين من مات قبل القسم لم يستحق ومن ولد استحق ويقسم بينهم بالاجتهاد ، وذكر ابن القاسم في المدونة أنه لمن حضر القسم ، ولا شيء لمن مات قبله ومن ولد قبله دخل ثم ذكر أنه يقسم بينهم بالسوية ، ففهم سحنون أن لابن القاسم قولين ، وجعله خلافا وقال ابن يونس : ليس بخلاف [ ص: 376 ] بل مذهبه أنه لمن حضر القسم ، وأنه يقسم بالسوية قال : وهو قول مالك وهذا هو الظاهر انظر ابن يونس وأبا الحسن وانظر الرجراجي فإن كلامه يقتضي أن المشهور أنه لمن حضر القسم إن كان أولاد فلان فلا يمكن زيادتهم وانظر الشامل فيمن أوصى لقرابته .

                                                                                                                            ( فرع ) فقراء الرباط ، والمدرسة الظاهر أنهم من هذا القسم ، والله أعلم .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية