ظاهرات الجمال والحسن ينظر ن كما ينظر الأراك الظباء
وقيل : هو من نظر البصيرة، والمراد به التفكر والتدبر فيما يصلح حال المنظور في أمره، والمعنى: تفكر في أمرنا وخير الأمور عندي أوسطها، إلا أنه ينبغي أن يقيد نظر العين بالمقترن بتدبير الحال لتقوم هذه الكلمة مقام الأولى خالية من التدليس، وبدأ بالنهي لأنه من باب التروك، فهو أسهل، ثم أتى بالأمر بعده الذي هو أشق لحصول الاستئناس قبل بالنهي، وقرأ أبي (أنظرنا) بقطع الهمزة وكسر الظاء من الإنظار، ومعناه أمهلنا حتى نتلقى عنك ونحفظ ما نسمعه منك، وهذه القراءة تشهد للمعنى الأول على قراءة الجمهور، إلا أنها على شذوذها لا تأبى ما اخترناه، والأعمش واسمعوا أي ما أمرتكم به، ونهيتكم عنه بجد حتى لا تعودوا إلى ما نهيتكم عنه، ولا تتركوا ما أمرتكم به، أو هو أمر بحسن الاستماع بأن يكون بإحضار القلب وتفريغه عن الشواغل حتى لا يحتاج إلى طلب صريح المراعاة، ففيه تنبيه على التقصير في السماع حتى ارتكبوا ما تسبب للمحذور، والمراد سماع القبول، والطاعة، فيكون تعريضا لليهود، حيث قالوا : سمعنا وعصينا، وإذا كان المراد سماع هذا الأمر، والنهي، يكون تأكيدا لما تقدم.وللكافرين عذاب أليم اللام للعهد، فالمراد بالكافرين اليهود الذين قالوا ما قالوا، تهاونا بالرسول صلى الله عليه وسلم المعلوم مما سبق بقرينة السياق، ووضع المظهر موضع المضمر إيذانا بأن التهاون برسول الله صلى الله عليه وسلم كفر يوجب أليم العذاب، وفيه من تأكيد النهي ما فيه، وجعلها للجنس، فيدخل اليهود كما اختاره ليس بظاهر على ما قيل، لأن الكلام مع المؤمنين، فلا يصلح هذا أن يكون تذييلا. أبو حيان