قوله تعالى : ببابل .
أخرج أبو داود، ، وابن أبي حاتم في " سننه "، عن والبيهقي قال : علي إن حبيبي صلى الله عليه وسلم نهاني أن أصلي بأرض بابل فإنها ملعونة .
وأخرج في " المجالسة "، الدينوري من طريق وابن عساكر نعيم بن سالم - وهو متهم - عن قال : لما حشر الله الخلائق إلى أنس بن مالك بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية، فجمعتهم إلى بابل، فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له، إذ نادى مناد : من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره، واقتصد إلى البيت الحرام بوجهه، فله كلام أهل السماء، فقام يعرب بن قحطان فقيل له : يا يعرب بن قحطان بن هود، أنت هو . فكان أول من تكلم بالعربية، فلم يزل المنادي ينادي : من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا، حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا، وانقطع الصوت، وتبلبلت الألسن فسميت بابل، وكان اللسان يومئذ بابليا، وهبطت ملائكة الخير والشر، وملائكة الحياء والإيمان [ ص: 506 ] وملائكة الصحة والشفاء، وملائكة الغنى، وملائكة الشرف، وملائكة المروءة، وملائكة الجفاء، وملائكة الجهل، وملائكة السيف، وملائكة البأس، حتى انتهوا إلى العراق، فقال بعضهم لبعض : افترقوا، فقال ملك الإيمان : أنا أسكن المدينة ومكة، فقال ملك الحياء : أنا معك، وقال ملك الشفاء : أنا أسكن البادية، فقال ملك الصحة : وأنا معك، وقال ملك الجفاء : وأنا أسكن المغرب، فقال ملك الجهل : وأنا معك، وقال ملك السيف : أنا أسكن الشام، فقال ملك البأس : وأنا معك، وقال ملك الغنى : أنا أقيم ههنا، فقال ملك المروءة : أنا معك، فقال ملك الشرف : وأنا معكما، فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق .
وأخرج بسند فيه مجاهيل عن ابن عساكر رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة إن الله عز وجل خلق أربعة أشياء، وأردفها أربعة أشياء؛ خلق الجدب وأردفه الزهد وأسكنه الحجاز، وخلق العفة وأردفها الغفلة وأسكنها اليمن، وخلق الرزق وأردفه الطاعون وأسكنه الشام، وخلق الفجور وأردفه الدرهم وأسكنه العراق .
وأخرج عن ابن عساكر قال : كتب سليمان بن يسار إلى عمر بن الخطاب أن اختر لي المنازل، فكتب إليه : يا أمير المؤمنين إنه بلغنا أن [ ص: 507 ] الأشياء اجتمعت، فقال السخاء : أريد اليمن، فقال حسن الخلق : أنا معك، وقال الجفاء : أريد الحجاز، فقال الفقر : أنا معك، قال البأس : أريد كعب الأحبار : الشام، فقال السيف : أنا معك، وقال العلم : أريد العراق، فقال العقل : أنا معك، وقال الغنى : أريد مصر، فقال الذل : أنا معك، فاختر لنفسك يا أمير المؤمنين . فلما ورد الكتاب على قال : عمر العراق إذن، فالعراق إذن .
وأخرج عن ابن عساكر حكيم بن جابر قال : أخبرت أن الإسلام قال : أنا لاحق بأرض الشام، قال الموت : وأنا معك، قال الملك : وأنا لاحق بأرض العراق، قال القتل : وأنا معك، قال الجوع : وأنا لاحق بأرض المغرب، قالت الصحة : وأنا معك .
وأخرج عن ابن عساكر دغفل قال : قال المال : أنا أسكن العراق، فقال الغدر : أنا أسكن معك، وقالت الطاعة : أنا أسكن الشام، فقال الجفاء : أنا أسكن معك، وقالت المروءة : أنا أسكن الحجاز، فقال : وأنا أسكن معك .