الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير عن ابن عباس : ولقد علمتم قال : عرفتم وهذا تحذير لهم من المعصية يقول : احذروا أن يصيبكم ما أصاب أصحاب السبت إذ عصوني اعتدوا يقول : اجترءوا في السبت بصيد السمك فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فمسخهم الله قردة بمعصيتهم ولم يعش مسخ فوق ثلاثة أيام، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 400 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقا ثم هلكوا، ما كان للمسخ نسل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر من وجه آخر عن ابن عباس قال : القردة والخنازير من نسل الذين مسخوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال : انقطع ذلك النسل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين قال : مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة، وإنما هو مثل ضربه الله لهم مثل الحمار يحمل أسفارا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة في الآية قال : أحلت لهم الحيتان، وحرمت عليهم يوم السبت ليعلم من يطيعه ممن يعصيه فكان القوم فيهم ثلاثة أصناف؛ وأما صنف فأمسك ونهى عن المعصية، وأما صنف فأمسك عن حرمة الله، وأما صنف فانتهك المعصية ومرن على المعصية فلما أبوا إلا عتوا عما نهاهم الله عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين وصار القوم قردة تعاوى لها أذناب بعدما كانوا رجالا ونساء .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 401 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : شباب القوم قردة والمشيخة صاروا خنازير .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : خاسئين قال : ذليلين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : خاسئين قال : صاغرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن مجاهد ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس : فجعلناها نكالا لما بين يديها من القرى . وما خلفها من القرى وموعظة للمتقين الذين من بعدهم إلى يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فجعلناها يعني الحيتان نكالا لما بين يديها وما خلفها من الذنوب التي عملوا قبل وبعد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فجعلناها قال : فجعلنا تلك العقوبة وهي المسخة نكالا عقوبة لما بين يديها يقول : ليحذر من بعدهم عقوبتي وما خلفها يقول : للذين بقوا معهم، [ ص: 402 ] وموعظة تذكرة وعبرة للمتقين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن سفيان في قوله : نكالا لما بين يديها وما خلفها قال : من الذنوب وموعظة للمتقين قال : لأمة محمد عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية