قوله تعالى : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن .
أخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وصححه، والحاكم في " سننه " عن والبيهقي في قوله : ابن عباس وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال : ابتلاه الله بالطهارة، خمس في الرأس، وخمس في الجسد، في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس، وفي الجسد تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل مكان الغائط والبول بالماء .
وأخرج ، ابن إسحاق عن وابن أبي حاتم قال : الكلمات التي ابتلي بهن ابن عباس إبراهيم فأتمهن؛ فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم، ومحاجته نمرود في الله حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه [ ص: 580 ] خلافهم، وصبره على قذفهم إياه في النار ليحرقوه في الله، والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضيافة والصبر عليها، وما ابتلي به من ذبح ولده، فلما مضى على ذلك كله وأخلصه البلاء قال الله له : أسلم قال أسلمت لرب العالمين [ البقرة : 131] .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قال : الكلمات التي ابتلي بها ابن عباس إبراهيم عشر؛ ست في الإنسان وأربع في المشاعر، فأما التي في الإنسان فحلق العانة ونتف الإبط أو الختان - وتقليم الأظفار، وقص الشارب، والسواك وغسل يوم الجمعة، والأربعة التي في المشاعر؛ الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، والإفاضة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن [ ص: 581 ] مردويه، والحاكم ، عن وابن عساكر قال : ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله إلا ابن عباس إبراهيم قال : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قيل : ما الكلمات؟ قال : سهام الإسلام ثلاثون سهما، عشر في " براءة " (التائبون العابدون) [ التوبة : 112] إلى آخر الآية، وعشر في أول سورة " قد أفلح "، و " سأل سائل "؛ (والذين يصدقون بيوم الدين) [ المعارج : 26] الآيات، وعشر في " الأحزاب " (إن المسلمين والمسلمات) [ الأحزاب : 35] إلى آخر الآية، فأتمهن كلهن فكتب له براءة، قال تعالى : وإبراهيم الذي وفى [ النجم : 37] .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، من طرق، عن والحاكم : ابن عباس وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال : منهن مناسك الحج .
وأخرج عن ابن جرير قال : الكلمات : ابن عباس إني جاعلك للناس إماما ، وإذ يرفع إبراهيم القواعد والآيات في شأن المناسك، والمقام الذي جعل لإبراهيم، والرزق الذي رزق ساكنو البيت، وبعث [ ص: 582 ] محمد في ذريتهما .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن جرير في قوله : مجاهد وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال : ابتلي بالآيات التي بعدها .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن جرير الشعبي : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات قال : منهن الختان .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم قال : ابتلاه بالكوكب فرضي عنه وابتلاه بالقمر فرضي عنه، وابتلاه بالشمس فرضي عنه، وابتلاه بالهجرة فرضي عنه، وابتلاه بالختان فرضي عنه، وابتلاه بابنه فرضي عنه . الحسن
وأخرج عن ابن جرير في قوله : ابن عباس فأتمهن قال : فأداهن .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عطاء من فطرة إبراهيم السواك .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : من فطرة مجاهد إبراهيم غسل الذكر [ ص: 583 ] والبراجم .
وأخرج في " المصنف " عن ابن أبي شيبة قال : ست من فطرة مجاهد إبراهيم؛ قص الشارب، والسواك والفرق وقص الأظفار، والاستنجاء، وحلق العانة . قال : ثلاثة في الرأس وثلاثة في الجسد .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن وابن ماجه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي هريرة : الفطرة خمس أو خمس من الفطرة، الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط .
وأخرج البخاري، عن والنسائي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن وابن ماجه، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة مصعب : نسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة . عشر من الفطرة، قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل [ ص: 584 ] البراجم، ونتف الآباط، وحلق العانة، وانتفاض الماء . يعني الاستنجاء بالماء . قال
وأخرج ، ابن أبي شيبة وأحمد ، وأبو داود عن وابن ماجه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عمار بن ياسر، الفطرة المضمضة، والاستنشاق والسواك وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط والاستحداد، وغسل البراجم، والانتضاح والاختتان . من
وأخرج البزار، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء قص الشارب، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، والسواك . الطهارات أربع؛
وأخرج مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي عن وابن ماجه قال : أنس بن مالك ألا تترك أكثر من أربعين يوما . وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظفار وحلق [ ص: 585 ] العانة ونتف الإبط،
وأخرج أحمد، في " شعب الإيمان " عن والبيهقي قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ابن عباس جبريل، فقال : ولم لا يبطئ عني وأنتم حولي لا تستنون، ولا تقلمون أظفاركم، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون براجمكم . لقد أبطأ عنك
وأخرج وحسنه عن الترمذي قال : ابن عباس قال : وكان خليل الرحمن يقص أو يأخذ من شاربه، إبراهيم يفعله . كان النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد وصححه، والترمذي عن والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : زيد بن أرقم من لم يأخذ من شاربه فليس منا .
[ ص: 586 ] وأخرج مالك، ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود عن والترمذي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب .
وأخرج عن البزار أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خالفوا المجوس جزوا الشوارب وأعفوا اللحى .
وأخرج عن ابن أبي شيبة عبيد الله بن عبد الله بن عبد الله بن عتبة قال : جاء رجل من المجوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حلق لحيته وأطال شاربه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا؟ قال : هذا في ديننا . قال : ولكن في ديننا أن نجز الشارب وأن نعفي اللحية .
وأخرج عن البزار عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا وشاربه طويل فقال : ائتوني بمقص وسواك . فجعل السواك على طرفه ثم أخذ ما جاوز .
[ ص: 587 ] وأخرج البزار، في " الأوسط "، والطبراني في " شعب الإيمان " بسند حسن عن والبيهقي أبي هريرة قبل أن يخرج إلى الصلاة . يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
وأخرج بسند ضعيف عن ابن عدي قال : أنس وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق الرجل عانته كل أربعين يوما، وأن ينتف إبطه كلما طلع، ولا يدع شاربيه يطولان، وأن يقلم أظفاره من الجمعة إلى الجمعة .
وأخرج بسند ضعيف، عن ابن عساكر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله قصوا أظافيركم فإن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر .
وأخرج بسند ضعيف عن الطبراني وابصة بن معبد قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن الوسخ الذي يكون في الأظفار فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
[ ص: 588 ] وأخرج عن البزار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود ما لي لا إيهم ورفغ أحدكم بين أنملته وظفره .
وأخرج في " شعب الإيمان " عن البيهقي قيس بن حازم قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة فأوهم فيها فسئل فقال : ما لي لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره وأنملته .
وأخرج ابن ماجه، بسند ضعيف، عن والطبراني أبي أمامة ما جاءني السواك مطهرة للفم مرضاة للرب، جبريل إلا أوصاني بالسواك حتى خشيت أن يفرض علي وعلى أمتي، ولولا أني أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم، وإني لأستاك حتى لقد [ ص: 589 ] خشيت أن أحفي مقادم فمي . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تسوكوا فإن
وأخرج بسند ضعيف عن الطبراني ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة للبصر .
وأخرج ابن عدي، في " شعب الإيمان " وضعفه عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب، مفرحة للملائكة، يزيد في الحسنات، وهو من السنة، يجلو البصر، ويذهب الحفر، ويشد اللثة، ويذهب البلغم، ويطيب الفم .
وأخرج البخاري، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي عن وابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة .
وأخرج بسند حسن عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء [ ص: 590 ] بسواك .
وأخرج البزار ، وأبو يعلى بسند ضعيف، عن والطبراني قالت : عائشة ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يذكر السواك حتى خشينا أن ينزل فيه قرآن .
وأخرج أحمد والحارث بن أبي أسامة والبزار، ، وأبو يعلى وابن خزيمة والدارقطني، وصححه، والحاكم في " كتاب السواك "، وأبو نعيم في " شعب الإيمان " عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة فضل الصلاة بسواك على الصلاة بغير سواك سبعون ضعفا .
وأخرج البزار، بسند جيد عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك .
وأخرج أحمد، بسند جيد عن وأبو يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل علي به قرآن أو وحي .
[ ص: 591 ] وأخرج أحمد، ، وأبو يعلى بسند ضعيف عن والطبراني ، ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام إلا والسواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسواك .
وأخرج بسند حسن عن الطبراني قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم سلمة ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خفت على أضراسي .
وأخرج البزار، في " نوادر الأصول " عن والترمذي الحكيم مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس من سنن المرسلين؛ الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر .
وأخرج في " الأوسط " عن الطبراني قال أبي هريرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام ليلة ولا ينتبه إلا استن .
وأخرج بسند حسن عن الطبراني زيد بن خالد الجهني قال : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته لشيء من الصلوات حتى يستاك .
[ ص: 592 ] وأخرج ابن أبي شيبة بسند ضعيف، عن وأبو داود عائشة كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك قبل أن يتوضأ . أن النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، ابن أبي شيبة ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي وابن ماجه أنها سئلت بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل بيته؟ قالت : كان إذا دخل يبدأ بالسواك . عائشة، عن
وأخرج عن ابن ماجه قال : إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك، وأخرجه علي بن أبي طالب في كتاب " السواك " عن أبو نعيم مرفوعا . علي
وأخرج ابن السني، معا في (الطب النبوي) عن وأبو نعيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إن السواك ليزيد الرجل فصاحة .
وأخرج عن ابن السني قال : قراءة القرآن والسواك يذهب بالبلغم . علي بن أبي طالب
[ ص: 593 ] وأخرج في " معرفة الصحابة " عن أبو نعيم ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نام ليلة حتى استن .
وأخرج في " المصنف "، ابن أبي شيبة في كتاب " السواك " بسند ضعيف من طريق وأبو نعيم أبي عتيق، أنه كان يستاك إذا أخذ مضجعه وإذا قام من الليل، وإذا خرج إلى الصلاة . فقلت له : لقد شققت على نفسك، فقال : إن جابر، أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستاك هذا السواك . أسامة عن
وأخرج بسند حسن عن أبو نعيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن عمرو لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار .
وأخرج في " الأوسط " بسند حسن، عن الطبراني قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي، لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء .
وأخرج الشافعي، ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والنسائي وأبو يعلى وابن [ ص: 594 ] خزيمة، ، وابن حبان ، والحاكم عن والبيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .
وأخرج أحمد، في " الأوسط " بسند حسن عن والطبراني ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عمر عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب تبارك وتعالى .
وأخرج بسند ضعيف عن أحمد قثم أو تمام بن عباس قال : أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما لكم تأتوني قلحا لا تسوكون؟ لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك كما فرضت عليهم الوضوء .
وأخرج عن الطبراني، قال : جابر كان السواك من أذن النبي صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب .
[ ص: 595 ] وأخرج في " الضعفاء "، العقيلي في " السواك " بسند ضعيف عن وأبو نعيم قالت : عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر حمل السواك والمشط والمكحلة والقارورة والمرآة .
وأخرج بسند واه عن أبو نعيم مرفوعا : رافع بن خديج السواك واجب .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : ابن عباس لقد كنا نؤمر بالسواك حتى ظننا أنه سينزل فيه .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة مرفوعا : حسان بن عطية الوضوء شطر الإيمان، والسواك شطر الوضوء، ولولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ركعتان يستاك بهما العبد أفضل من سبعين ركعة لا يستاك فيها .
وأخرج عن ابن أبي شيبة سليمان بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استاكوا وتنظفوا وأوتروا، فإن الله وتر يحب الوتر .
وأخرج عن ابن عدي أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعاهد البراجم عند الوضوء؛ [ ص: 596 ] لأن الوسخ إليها سريع .
وأخرج في " نوادر الأصول " بسند فيه مجهول عن الترمذي الحكيم رفعه، عبد الله بن بسر قصوا أظفاركم، وادفنوا قلاماتكم ونقوا براجمكم .
وأخرج البخاري، ومسلم ، وأبو داود في " الشمائل "، والترمذي ، والنسائي عن وابن ماجه قال : ابن عباس كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر به، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد .
وأخرج ابن ماجه، بسند جيد، عن والبيهقي أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اطلى ولي عانته بيده .
وأخرج بسند ضعيف جدا عن البيهقي ، أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتنور، وكان إذا كثر شعره حلقه .
وأخرج عن البيهقي رفعه : شداد بن أوس الختان سنة للرجال مكرمة [ ص: 597 ] للنساء .
وأخرج في " مسند الشاميين "، الطبراني في كتاب " العقيقة "، وأبو الشيخ من حديث والبيهقي ، مثله . ابن عباس
وأخرج عن أبو داود عيثم بن كليب عن أبيه عن جده، أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : فقد أسلمت - فقال له : ألق عنك شعر الكفر . يقول : احلق . قال : وأخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لآخر معه : ألق عنك شعر الكفر واختتن .
وأخرج عن البيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الزهري من أسلم فليختتن .
وأخرج أحمد، عن والطبراني عثمان بن أبي العاصي أنه دعي إلى ختان فقال : ما كنا نأتي الختان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ندعى له .
وأخرج في " الأوسط " عن الطبراني قال : ابن عباس [ ص: 598 ] وأخرج سبع من السنة في الصبي؛ يوم السابع يسمى، ويختن ويماط عنه الأذى، ويعق عنه، ويحلق رأسه ويلطخ من عقيقته، ويتصدق بوزن شعر رأسه ذهبا أو فضة في " كتاب العقيقة "، أبو الشيخ ، عن والبيهقي جابر الحسن وختنهما لسبعة أيام . والحسين أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن
وأخرج عن البيهقي عن أبيه، إن موسى بن علي بن رباح إبراهيم عليه السلام ختن إسحاق لسبعة أيام وختن إسماعيل عند بلوغه .
وأخرج عن ابن سعد حيي بن عبد الله قال : بلغني أن إسماعيل عليه السلام اختتن وهو ابن ثلاث عشر سنة .
وأخرج في " العقيقة " من طريق أبو الشيخ عن أبيه، أن موسى بن علي بن رباح، إبراهيم عليه السلام أمر أن يختتن وهو حينئذ ابن ثمانين سنة، فعجل واختتن بالقدوم، فاشتد عليه الوجع فدعا ربه، فأوحى إليه : إنك عجلت قبل أن نأمرك بآلته قال : يا رب كرهت أن أؤخر أمرك .
وأخرج البخاري، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم .
وأخرج ابن عدي، في " شعب الإيمان " عن والبيهقي عن [ ص: 599 ] النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة، إبراهيم أول من اختتن وهو ابن عشرين ومائة سنة، واختتن بالقدوم ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة . كان
وأخرج ابن سعد، ، وابن أبي شيبة ، والحاكم وصححاه من طريق والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال : اختتن أبي هريرة إبراهيم خليل الله وهو ابن عشرين ومائة سنة بالقدوم، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة، قال سعيد : وكان إبراهيم أول من اختتن وأول من رأى الشيب، فقال : يا رب ما هذا؟ فقال : وقار يا إبراهيم، قال : رب زدني وقارا، وأول من أضاف الضيف وأول من جز شاربه، وأول من قص أظافيره، وأول من استحد .
وأخرج ابن عدي، عن والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة إبراهيم أول من أضاف الضيف وأول من قص الشارب، وأول من رأى الشيب، وأول من قص الأظافير، وأول من اختتن بقدومه . إن
وأخرج عن البيهقي رضي الله عنه قال : كانت علي هاجر لسارة فأعطت هاجر إبراهيم فاستبق إسماعيل وإسحاق، فسبقه إسماعيل فقعد في حجر إبراهيم، قالت : سارة : والله لأغيرن منها ثلاثة أشراف . فخشي إبراهيم أن تجدعها [ ص: 600 ] أو تخرم أذنيها فقال لها : هل لك أن تفعلي شيئا وتبري يمينك؟ تثقبين أذنيها وتخفضينها . فكان أول الخفاض هذا .
وأخرج عن البيهقي قال : شكا سفيان بن عيينة إبراهيم عليه السلام إلى ربه ما يلقى من رداءة خلق سارة، فأوحى الله إليه : يا إبراهيم البسها على ما كان فيها ما لم تجد عليها خزية في دينها .
وأخرج عن وكيع قال : أبي هريرة إبراهيم أول من تسرول، وأول من فرق وأول من استحد، وأول من اختتن، وأول من قرى الضيف، وأول من شاب . كان
وأخرج عن وكيع واصل مولى أبي عيينة قال : أوحى الله إلى إبراهيم : يا إبراهيم إنك أكرم أهل الأرض علي، فإذا سجدت فلا تري الأرض عورتك، قال : فاتخذ سراويل .
وأخرج عن الحاكم قال : طلعت كف من السماء بين أصبعين من أصابعها شعرة بيضاء، فجعلت تدنو من رأس أبي أمامة إبراهيم ثم تدنو، فألقتها في رأسه [ ص: 601 ] وقالت : اشعل وقارا، ثم أوحى الله إليه أن تطهر، وكان أول من شاب واختتن، وأنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد التائبون العابدون الحامدون إلى قوله وبشر المؤمنين [ التوبة : 112] و قد أفلح المؤمنون إلى قوله هم فيها خالدون [ المؤمنون : 1 - 11] و إن المسلمين والمسلمات [ الأحزاب : 35] الآية، والتي في سأل الذين هم على صلاتهم دائمون إلى قوله : قائمون [ المعارج : 23 - 33] فلم يف بهذه السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج في " الطبقات " عن ابن سعد قال : سأل سلمان إبراهيم ربه خيرا فأصبح ثلثا رأسه أبيض فقال : ما هذا؟ فقيل له : عبرة في الدنيا ونور في الآخرة .
وأخرج في “ الزهد “ عن أحمد قال : أوى سلمان الفارسي إبراهيم إلى فراشه فسأل الله أن يؤتيه خيرا، فأصبح وقد شاب ثلثا رأسه فساءه ذلك . فقيل له : لا يسوءنك فإنه عبرة في الدنيا ونور لك في الآخرة، وكان أول شيب كان .
وأخرج عن الديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس أول من خضب [ ص: 602 ] بالحناء والكتم إبراهيم عليه السلام .
وأخرج البخاري، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي عن وابن ماجه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم .
وأخرج أبو داود، وصححه والترمذي النسائي، عن وابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم .
وأخرج وصححه عن الترمذي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود .
وأخرج عن البزار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس لا تشبهوا بالأعاجم غيروا اللحى .
وأخرج في " المصنف " ابن أبي شيبة عن والبزار سعد عن إبراهيم عن أبيه قال : أول من خطب على المنبر إبراهيم خليل الله عليه السلام .
[ ص: 603 ] وأخرج البزار، بسند ضعيف، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : معاذ بن جبل إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم . إن أتخذ المنبر فقد اتخذه أبي
وأخرج عن ابن عساكر، قال : أول من قاتل في سبيل الله جابر إبراهيم عليه السلام حين أسر لوط واستأسرته الروم فغزا إبراهيم حتى استنقذه من الروم .
وأخرج عن ابن عساكر قال : أول من رتب العسكر في الحرب ميمنة وميسرة وقلبا حسان بن عطية إبراهيم عليه السلام لما سار لقتال الذين أسروا لوطا عليه السلام .
وأخرج عن ابن أبي شيبة يزيد بن أبي يزيد عن رجل قد سماه قال : أول من عقد الألوية إبراهيم عليه السلام؛ بلغه أن قوما أغاروا على لوط فسبوه، فعقد لواء وسار إليهم بعبيده ومواليه حتى أدركهم فاستنقذه وأهله .
[ ص: 604 ] وأخرج في كتاب " الرمي " عن ابن أبي الدنيا قال : أول من عمل القسي ابن عباس إبراهيم عليه السلام .
وأخرج ابن أبي الدنيا، في " شعب الإيمان " عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة كان أول من ضيف الضيف إبراهيم عليه السلام .
وأخرج ابن سعد، وابن أبي الدنيا، في “ الحلية “، وأبو نعيم في " شعب الإيمان " عن والبيهقي قال : كان عكرمة إبراهيم خليل الرحمن يكنى أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبواب لكي لا يفوته أحد .
وأخرج عن البيهقي قال : كان عطاء إبراهيم خليل الله عليه السلام إذا أراد أن يتغدى طلب من يتغدى معه إلى ميل .
وأخرج في كتاب " الإخوان " ابن أبي الدنيا في " تاريخه " والخطيب في " مسند الفردوس " والديلمي والغسولي في " جزئه " المشهور، واللفظ له، عن تميم الداري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن معانقة الرجل الرجل إذا لقيه قال : كانت تحية الأمم، وفي لفظ : كانت تحية أهل الإيمان وخالص [ ص: 605 ] ودهم، وإن أول من عانق خليل الرحمن، فإنه خرج يوما يرتاد لماشيته في جبل من جبال بيت المقدس، إذ سمع صوت مقدس يقدس الله تعالى فذهل عما كان يطلب، فقصد قصد الصوت، فإذا هو بشيخ طوله ثمانية عشر ذراعا، أهلب يوحد الله عز وجل فقال له إبراهيم : يا شيخ من ربك؟ قال : الذي في السماء، قال : من رب الأرض؟ قال : الذي في السماء، قال : فيها رب غيره؟ قال : ما فيها رب غيره؟ لا إله إلا هو وحده، قال إبراهيم : فأين قبلتك؟ قال : إلى الكعبة، فسأله عن طعامه، فقال : أجمع من هذه الثمر في الصيف، فآكله في الشتاء، قال : هل بقي معك أحد من قومك؟ قال : لا، قال : أين منزلك؟ قال : تلك المغارة، قال : اعبر بنا إلى بيتك، قال : بيني وبينها واد لا يخاض، قال : فكيف تعبره؟ فقال : أمشي عليه ذاهبا، وأمشي عليه عائيا، قال : انطلق بنا، فلعل الذي ذلله لك يذلله لي .
فانطلقا حتى انتهيا، فمشيا جميعا عليه كل واحد منهما يعجب من صاحبه فلما دخلا المغارة، فإذا بقبلته قبلة إبراهيم، قال له إبراهيم : أي يوم خلق الله أشد؟ قال الشيخ : ذلك اليوم الذي يضع كرسيه للحساب، يوم تسعر جهنم لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا خر، تهمه نفسه، قال له إبراهيم : ادع الله يا شيخ أن يؤمني وإياك من هول ذلك اليوم، قال الشيخ : وما [ ص: 606 ] تصنع بدعائي، ولي في السماء دعوة محبوسة منذ ثلاث سنين؟ قال إبراهيم : ألا أخبرك ما حبس دعاءك؟ قال : بلى، قال : إن الله عز وجل إذا أحب عبدا احتبس مسألته يحب صوته، ثم جعل له على كل مسألة ذخرا لا يخطر على قلب بشر، وإذا أبغض الله عبدا عجل له حاجته أو ألقى الإياس في صدره، ليقبض صوته، فما دعوتك التي هي في السماء محبوسة؟ قال : مر بي ههنا شاب في رأسه ذؤابة منذ ثلاث سنين، ومعه غنم . قلت : لمن هذه؟ قال : لخليل الله إبراهيم، قلت : اللهم إن كان لك في الأرض خليل فأرنيه قبل خروجي من الدنيا . قال له إبراهيم عليه السلام : قد أجيبت دعوتك . ثم اعتنقا فيومئذ كان أصل المعانقة، وكان قبل ذلك السجود، هذا لهذا، وهذا لهذا ثم جاء الصفاح مع الإسلام، فلم يسجد ولم يعانق ولن تفترق الأصابع حتى يغفر لكل مصافح .
وأخرج ، ابن أبي شيبة في “ الزهد “ وأحمد في “ الحلية “ عن وأبو نعيم قال : قال كعب إبراهيم عليه السلام : إنني ليحزنني ألا أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري . فأنزل الله إليه ملائكة يصلون معه ويكونون [ ص: 607 ] معه .
وأخرج أحمد، عن وأبو نعيم نوف البكالي قال : قال إبراهيم عليه السلام : يا رب إنه ليس في الأرض أحد يعبدك، غيري فأنزل الله عز وجل ثلاثة آلاف ملك فأمهم ثلاثة أيام .
وأخرج عن ابن سعد قال : الكلبي إبراهيم عليه السلام أول من أضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب، وكان قد وسع عليه في المال والخدم .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : أول من ثرد الثريد السدي إبراهيم عليه السلام .
وأخرج عن الديلمي نبيط بن شريط قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول من اتخذ الخبز المبلقس إبراهيم عليه السلام .
وأخرج في “ الزهد “ عن أحمد قال : أول من راغم مطرف إبراهيم عليه السلام حين راغم قومه إلى الله بالدعاء .
وأخرج في " المصنف " واللفظ له، ابن أبي شيبة ، والبخاري [ ص: 608 ] ، ومسلم ، والترمذي عن والنسائي قال ابن عباس إبراهيم عليه السلام . قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أول الخلائق يلقى بثوب - يعني يوم القيامة -
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : يحشر الناس عراة حفاة فأول من يلقى بثوب سعيد بن جبير إبراهيم .
وأخرج في “ الحلية “ عن أبو نعيم قال : يحشر الناس عراة حفاة فيقول الله : ألا أرى خليلي عريانا! فيكسى عبيد بن عمير إبراهيم عليه السلام ثوبا أبيض، فهو أول من يكسى .
وأخرج ، ابن أبي شيبة في “ الزهد “ عن وأحمد قال : أول من يكسى يوم القيامة عبد الله بن الحارث إبراهيم عليه السلام قبطيتين، ثم يكسى النبي صلى الله عليه وسلم حلة الحبرة وهو على يمين العرش .
[ ص: 609 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي عن والنسائي قال : أنس إبراهيم . جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خير البرية، قال : ذاك
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : انطلق أبي صالح إبراهيم عليه السلام يمتار، فلم يقدر على الطعام، فمر بسهلة حمراء فأخذ منها ثم رجع إلى أهله، فقالوا : ما هذا؟ قال : حنطة حمراء ففتحوها فوجدوها حنطة حمراء، فكان إذا زرع منها شيء خرج سنبله من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا .
وأخرج ، ابن أبي شيبة في “ الزهد “، وأحمد في “ الحلية “ عن وأبو نعيم قال : أرسل على سلمان الفارسي إبراهيم عليه السلام أسدان مجوعان فلحساه وسجدا له .
وأخرج أحمد، ومسلم ، وأبو داود عن والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي بن كعب إبراهيم . أرسل إلي ربي أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت عليه : يا رب، هون على أمتي، فرد علي الثانية، أن اقرأ على [ ص: 610 ] حرفين . فرددت : يا رب هون على أمتي، فرد علي الثالثة أن اقرأ على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها، فقلت : اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة إلى يوم يرغب إلي فيه الخلائق حتى
وأخرج في “ الزهد “، أحمد في “ الحلية “ عن وأبو نعيم قال : كان كعب إبراهيم عليه السلام يقري الضيف ويرحم المسكين وابن السبيل، فأبطأت عليه الأضياف حتى استراب بذلك، فخرج إلى الطريق يطلب، فجلس ملك الموت عليه السلام في صورة رجل، فسلم عليه، فرد عليه السلام، ثم سأله : من أنت؟ قال : أنا ابن السبيل . قال : إنما قعدت ههنا لمثلك، فأخذ بيده فقال له : انطلق . فذهب إلى منزله فلما رآه إسحاق عرفه فبكى إسحاق، فلما رأت سارة إسحاق يبكي بكت لبكائه، فلما رأى إبراهيم سارة تبكي بكى لبكائها، فلما رأى ملك الموت إبراهيم يبكي بكى لبكائه، ثم [ ص: 611 ] صعد ملك الموت، فلما ارتقى غضب إبراهيم فقال : بكيتم في وجه ضيفي حتى ذهب . فقال إسحاق : لا تلمني يا أبت فإني رأيت ملك الموت معك، ولا أرى أجلك إلا قد حضر، فأرث في أهلك -أي أوصه- وكان لإبراهيم بيت يتعبد فيه، فإذا خرج أغلقه لا يدخله غيره، فجاء إبراهيم ففتح بيته الذي يتعبد فيه، فإذا هو برجل جالس، فقال إبراهيم : من أدخلك؟ بإذن من دخلت؟ قال : بإذن رب البيت . قال : رب البيت أحق به . ثم تنحى في ناحية البيت فصلى ودعا كما كان يصنع، وصعد ملك الموت فقيل له : ما رأيت؟ قال : يا رب جئتك من عند عبد ليس في الأرض بعده خير، قيل له : ما رأيت منه؟ قال : ما ترك خلقا من خلقك إلا قد دعا له بخير في دينه وفي معيشته .
ثم مكث إبراهيم عليه السلام ما شاء الله، ثم جاء ففتح بابه فإذا هو برجل جالس قال له : من أنت؟ قال : أنا ملك الموت، قال إبراهيم : إن كنت صادقا فأرني آية أعرف أنك ملك الموت . قال : أعرض بوجهك يا إبراهيم . [ ص: 612 ] قال : ثم أقبل فأراه الصورة التي يقبض فيها المؤمنين فرأى شيئا من النور والبهاء لا يعلمه إلا الله، ثم قال : أعرض بوجهك، ثم قال : انظر . فأراه الصورة التي يقبض فيها الكفار والفجار، فرعب إبراهيم عليه السلام رعبا، حتى ألصق بطنه بالأرض، وكادت نفس إبراهيم تخرج، فقال : أعرف، فانظر الذي أمرت به فامض له، فصعد ملك الموت فقيل له : تلطف بإبراهيم . فأتاه وهو في عنب له وهو في صورة شيخ كبير لم يبق منه شيء، فلما رآه إبراهيم رحمه، فأخذ مكتلا ثم دخل عنبه، فقطف من العنب في مكتله، ثم جاء فوضعه بين يديه، فقال : كل، فجعل يضع، ويريه أن يأكل ويمجه على لحيته وعلى صدره، فعجب إبراهيم فقال : ما أبقت السن منك شيئا، كم أتى لك؟ فحسب مدة إبراهيم، فقال : أتى لي كذا وكذا، فقال إبراهيم : قد أتى لي هذا، إنما أنتظر أن أكون مثلك، اللهم اقبضني إليك . فطابت نفس إبراهيم على نفسه، وقبض ملك الموت نفسه تلك الحال .
[ ص: 613 ] وأخرج عن الحاكم قال : ولد الواقدي إبراهيم على رأس ألفي سنة من خلق آدم .
وأخرج عن الديلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن مسعود ولد إبراهيم الخليل في أول يوم من ذي الحجة .
وأخرج ابن عساكر عن قال : ولد ابن عباس إبراهيم بغوطة دمشق في قرية يقال لها : برزة . من جبل يقال له : قاسيون .
وأخرج في " شعب الإيمان " عن البيهقي أبي السكن الهجري قال : مات خليل الله فجأة، ومات داود فجأة، ومات سليمان بن داود فجأة، والصالحون، وهو تخفيف على المؤمن، وتشديد على الكافر .
وأخرج عن . . . . . . . . أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه فقال إبراهيم : يا ملك الموت، هل رأيت خليلا يقبض روح [ ص: 614 ] خليله؟ فعرج ملك الموت إلى ربه، فقال : قل له : هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله؟ فرجع فقال : فاقبض روحي الساعة .
وأخرج في “ الحلية “ عن أبو نعيم قال : كان الله يبعث ملك الموت إلى الأنبياء عيانا، فبعثه إلى سعيد بن جبير إبراهيم عليه السلام ليقبضه، فدخل دار إبراهيم في صورة رجل شاب جميل، وكان إبراهيم غيورا فلما دخل عليه حملته الغيرة على أن قال له : يا عبد الله ما أدخلك داري؟ قال : أدخلنيها ربها، فعرف إبراهيم أن هذا الأمر حدث . قال يا إبراهيم : إني أمرت بقبض روحك، قال : أمهلني يا ملك الموت حتى يدخل إسحاق فأمهله فلما دخل إسحاق قام إليه فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، فرق لهما ملك الموت فرجع إلى ربه، فقال : يا رب رأيت خليلك جزع من الموت، قال : يا ملك الموت فائت خليلي في منامه فاقبضه فأتاه في منامه فقبضه .
وأخرج في “ الزهد “ أحمد في " الجنائز " عن والمروزي أبي مليكة أن إبراهيم لما لقي ربه قيل له : كيف وجدت الموت؟ قال : وجدت نفسي [ ص: 615 ] كأنما تنزع بالسلاء، قيل له : قد يسر عليك الموت .
وأخرج أحمد، في العزاء، وابن أبي الدنيا وابن أبي داود في “ البعث “، ، وابن حبان وصححه، والحاكم في “ البعث “ عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إبراهيم وسارة عليهما السلام، حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة . أولاد المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم
وأخرج عن سعيد بن منصور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مكحول إبراهيم عليه السلام . إن ذراري المؤمنين في عصافير خضر في شجر في الجنة يكفلهم أبوهم