قوله تعالى : ربنا إني أسكنت الآية .
أخرج ، الواقدي من طريق وابن عساكر عن أبيه قال : كانت عامر بن سعد سارة تحت إبراهيم عليه السلام فمكثت معه دهرا لا ترزق منه ولدا فلما رأت ذلك وهبت له هاجر أمة قبطية ، فولدت له إسماعيل فغارت من ذلك [ ص: 558 ]
سارة فوجدت في نفسها وعتبت على هاجر فحلفت أن تقطع منها ثلاثة أشراف فقال لها إبراهيم : هل لك أن تبري يمينك فقالت : كيف أصنع قال : اثقبي أذنيها واخفضيها والخفض هو الختان ، ففعلت ذلك بها فوضعت هاجر في أذنيها قرطين فازدادت بهما حسنا ، فقالت سارة : أراني إنما زدتها جمالا فلم تقاره على كونه معها ووجد بها إبراهيم وجدا شديدا فنقلها إلى مكة فكان يزورها في كل يوم من الشام على البراق من شغفه بها وقلة صبره عنها .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ( ابن عباس ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) قال : أسكن إسماعيل وأمه مكة .
وأخرج ، عن ابن المنذر قال : إن ابن عباس إبراهيم عليه السلام قال : ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) لو قال : فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لغلبتكم عليه الترك والروم .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( مجاهد فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) قال : لو قال [ ص: 559 ]
أفئدة الناس تهوي إليهم لازدحمت عليه فارس والروم .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم الحكم قال : سألت عكرمة وطاوسا عن هذه الآية ( وعطاء بن أبي رباح فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) فقالوا : البيت تهوي إليه قلوبهم يأتونه ، وفي لفظ قالوا : هواهم إلى مكة أن يحجوا .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : ( قتادة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) قال : تنزع إليهم .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم محمد بن مسلم الطائفي ، أن إبراهيم لما دعا للحرم ( وارزق أهله من الثمرات ) نقل الله الطائف من فلسطين .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : إن الله نقل قرية من قرى الزهري الشام فوضعها بالطائف لدعوة إبراهيم عليه السلام .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم ( قتادة بواد غير ذي زرع ) قال : مكة ، لم يكن بها زرع يومئذ .
[ ص: 560 ]
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ( قتادة ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ) وإنه بيت طهره الله من السوء وجعله قبلة وجعله حرمه اختاره نبي الله إبراهيم لولده ، وقد ذكر لنا أن قال في خطبته : إن هذا عمر بن الخطاب البيت أول من وليه ناس من طسم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم وليه ناس من جرهم فعصوا فيه واستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم وليتموه معاشر قريش ، فلا تعصوا ولا تستخفوا بحقه ولا تستحلوا حرمته وصلاة فيه أفضل من مائة صلاة بركبة والمعاصي فيه على قدر ذلك .
وأخرج ابن ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في قوله : ( ابن عباس فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) قال : إن إبراهيم سأل الله أن يجعل أناسا من الناس يهوون سكنى مكة .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم ( السدي فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) يقول : خذ بقلوب الناس إليهم فإنه حيث يهوى القلب يذهب الجسد فلذلك ليس من مؤمن إلا وقلبه معلق بحب الكعبة .
قال : لو أن ابن عباس إبراهيم حين دعا قال : اجعل أفئدة الناس تهوي [ ص: 561 ]
إليهم ، لازدحمت عليه اليهود والنصارى ، ولكنه خص حين قال : ( أفئدة من الناس ) فجعل ذلك أفئدة المؤمنين .
وأخرج ، ابن جرير وابن المنذر في «الشعب» بسند حسن عن والبيهقي قال : لو كان ابن عباس إبراهيم عليه السلام قال : فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لحجه اليهود والنصارى والناس كلهم ولكنه قال : ( أفئدة من الناس ) فخص به المؤمنين .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة : اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم واجعل أفئدة الناس تهوي إليهم .