قوله تعالى : وأنذرهم يوم الحسرة الآية .
أخرج ، سعيد بن منصور ، وهناد ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو يعلى ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وأشار بيده ، قال : أهل الدنيا في غفلة . إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، يجاء بالموت كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ، فيقال : يا أهل الجنة ، هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون ، وينظرون ، ويقولون : نعم ، هذا الموت . وكلهم قد رآه - ثم ينادى : يا أهل النار ، هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون ، فينظرون ، ويقولون : نعم ، هذا الموت . وكلهم قد رآه - فيؤمر به ، فيذبح ، فيقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وأخرج ، النسائي ، وابن أبي حاتم عن وابن مردويه رضي الله عنه ، أبي هريرة وأنذرهم يوم الحسرة قال : ينادى أهل الـجنة , فـيشرئبون , وينظرون , وينادى : أهل النار فـيشرئبون وينظرون , فيقال : [ ص: 74 ] هل تعرفون الموت؟ فيقولون : لا , قال : فـيجاء بـالموت في صورة كبش أملـح , فيقال : هذا الموت , فيقرب فـيذبح , ثم يقال يا أهل الجنة خـلود ولا موت , ويا أهل النار خـلود ولا موت» , ثم قرأ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر . عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ابن عباس وأنذرهم يوم الحسرة قال : يصور الله الموت في صورة كبش أملح، فيذبح، فييأس أهل النار من الموت فما يرجونه، فتأخذهم الحسرة من أجل الخلود في النار .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في قوله : ابن مسعود وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، أتي بالموت بصورة كبش أملح حتى يوقف بين الجنة والنار، ثم ينادي مناد : يا أهل الجنة هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا . فلا يبقى أحد في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة إلا نظر إليه، ثم ينادي : يا أهل النار هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا فلا يبقى أحد في ضحضاح من نار ولا في أسفل درك من جهنم إلا نظر [ ص: 75 ] إليه ثم يذبح بين الجنة والنار، ثم ينادى : يا أهل الجنة هو الخلود أبد الآبدين ، ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين . فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتا من فرح ماتوا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا، فذلك قوله : وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر يقول : إذا ذبح الموت .
وأخرج من طريق ابن جرير علي ، عن ( ابن عباس يوم الحسرة ) هو من أسماء يوم القيامة ، وقرأ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله [ الزمر : 56 ] .
وأخرج عن ابن أبي حاتم : أنه كتب إلى عامله عمر بن عبد العزيز بالكوفة : أما بعد : فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت، فجعل مصيرهم إليه فقال : فيما أنزل في كتابه الصادق الذي أنزله بعلمه، وأشهد ملائكته على خلقه، أنه يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون .