قوله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج .
أخرج ، ابن جرير وصححه ، والحاكم ، وابن مردويه عن : أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الإية : عائشة وما جعل عليكم في الدين من حرج قال : الضيق .
وأخرج ، عبد بن حميد ، من طرق عن وابن أبي حاتم : ابن عباس وما جعل عليكم في الدين من حرج قال : من ضيق .
وأخرج عن ابن أبي حاتم محمد قال : قال أبو هريرة : أما علينا في الدين من حرج في أن نسرق أو نزني؟ قال : بلى ، قال : فـ لابن عباس وما جعل عليكم في الدين من حرج قال : الإصر الذي كان على بني إسرائيل وضع عنكم .
وأخرج ، من طريق ابن أبي حاتم أن ابن شهاب كان يقول في قوله : ابن عباس وما جعل عليكم في الدين من حرج توسعة الإسلام؛ ما جعل الله من التوبة ومن الكفارات .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر من طريق وابن أبي حاتم عثمان بن بشار ، عن : ابن عباس وما جعل عليكم في الدين من حرج [ ص: 547 ] قال : هذا في هلال رمضان إذا شك فيه الناس، وفي الحج إذا شكوا في الهلال، وفي الأضحى وفي الفطر وفي أشباهه .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد من طريق وابن المنذر أن سعيد بن جبير سئل عن الحرج؟ فقال : ادعوا لي رجلا من ابن عباس هذيل فجاءه فقال : ما الحرج فيكم؟ فقال : الحرجة من الشجر التي ليس لها مخرج ، فقال : هذا الحرج الذي ليس له مخرج . ابن عباس
وأخرج ، سعيد بن منصور وابن المنذر في "سننه" من طريق والبيهقي عبيد الله بن أبي يزيد أن سئل عن الحرج؟ فقال : ههنا أحد من هذيل؟ فقال رجل : أنا ، فقال : ما تعدون الحرجة فيكم؟ قال : الشيء الضيق ، قال : هو ذاك . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الحرج الضيق لم يجعله ضيقا ولكنه جعله واسعا، أحل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت يمينك وحرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير . عكرمة
[ ص: 548 ] وأخرج محمد بن يحيى الذهلي في " الزهريات " ، ، عن وابن عساكر قال : سأل ابن شهاب عبد الملك بن مروان علي بن عبد الله عن هذه الآية : وما جعل عليكم في الدين من حرج فقال علي بن عبد الله : الحرج الضيق جعل الله الكفارات مخرجا من ذلك ، سمعت يقول ذلك . ابن عباس
وأخرج في "سننه" عن البيهقي محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر قال : قرأ هذه الآية : عمر بن الخطاب وما جعل عليكم في الدين من حرج ثم قال : ادعوا لي رجلا من بني مدلج ، قال : ما الحرج فيكم؟ قال : الضيق . عمر
وأخرج عن أحمد قال : حذيفة بن اليمان غاب عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج، فلما خرج سجد سجدة فظننا أن نفسه قد قبضت! فلما رفع رأسه قال : إن ربي استشارني في أمتي ماذا أفعل بهم؟ فقلت : ما شئت أي رب، هم خلقك وعبادك . فاستشارني الثانية، فقلت له كذلك، فقال : لا أحزنك في أمتك يا محمد وبشرني أن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا، ليس عليهم حساب ، ثم أرسل إلي : ادع تجب وسل تعط . فقلت لرسوله : أومعطي ربي سؤلي؟ قال : [ ص: 549 ] ما أرسلني إليك إلا ليعطيك . ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، وأنا أمشي حيا، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب، وأعطاني الكوثر؛ فهو نهر في الجنة يسيل في حوضي، وأعطاني العز والنصر والرعب يسعى بين يدي أمتي شهرا، وأعطاني أني أول الأنبياء أدخل الجنة، وطيب لي ولأمتي الغنيمة، وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا، ولم يجعل علينا من حرج، فلم أجد لي شكرا إلا هذه السجدة .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مقاتل بن حيان وما جعل عليكم في الدين من حرج يقول : لم يضيق الدين عليكم، ولكن جعله واسعا لمن دخله، وذلك أنه ليس مما فرض عليهم فيه إلا ساق إليهم عند الاضطرار رخصة، فيما وسع عليهم رحمة منه؛ إذ فرض عليهم الصلاة في المقام أربع ركعات وجعلها في السفر ركعتين، وعند الخوف من العدو ركعة، ثم جعل في وجهه رخصة أن يومئ إيماء إن لم يستطع السجود في أي نحو كان وجهه؛ من تجاوز عن النسيان منه والخطأ، وجعل في الوضوء والغسل [ ص: 550 ] رخصة؛ إذا لم يجد الماء أن يتيمموا الصعيد وجعل الصيام على المقيم واجبا، ورخص فيه للمريض والمسافر عدة من أيام أخر، فمن لم يطق فإطعام مسكين مكان كل يوم، وجعل في الحج رخصة إن لم يجد زادا أو حملانا أو حبس دونه، وجعل في الجهاد رخصة إن لم يجد حملانا أو نفقة، وجعل عند الجهد والاضطرار من الجوع أن رخص في الميتة والدم ولحم الخنزير قدر ما يرد نفسه أن لا يموت جوعا، في أشباه هذا في القرآن، وسعة الله على هذه الأمة رخصة منه ساقها إليهم . والرخصة في الدين