قوله تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى . الآية . أخرج أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، [ ص: 145 ] والترمذي، وابن جرير، من طريق وابن مردويه، عن طاووس أنه سئل عن قوله : ابن عباس : إلا المودة في القربى فقال قربى آل سعيد بن جبير : محمد . فقال عجلت، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من ابن عباس : قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني من طريق وابن مردويه، عن سعيد بن جبير قال : ابن عباس : قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تودوني في نفسي لقرابتي منكم، وتحفظوا القرابة التي بيني وبينكم .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن سعد وعبد بن حميد، وصححه، والحاكم وابن مردويه، في "الدلائل" عن والبيهقي : قال : الشعبي أكثر الناس علينا في هذه الآية : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فكتبنا إلى نسأله، فكتب ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في ابن عباس : قريش ؛ ليس بطن من بطونهم إلا وقد ولدوه فقال الله : قل لا أسألكم عليه أجرا على ما أدعوكم إليه إلا المودة في القربى تودوني لقرابتي منكم وتحفظوني بها .
[ ص: 146 ] وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق والطبراني علي عن في قوله : ابن عباس إلا المودة في القربى قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة من جميع قريش فلما كذبوه، وأبوا أن يتابعوه قال : يا قوم إن أبيتم أن تتابعوني فاحفظوا قرابتي فيكم، ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم .
وأخرج ابن أبي حاتم، من طريق وابن مردويه، عن الضحاك قال : ابن عباس : نزلت هذه الآية بمكة، وكان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى : قل لهم يا محمد : لا أسألكم عليه يعني : على ما أدعوكم إليه أجرا عوضا من الدنيا، إلا المودة في القربى إلا الحفظ لي في قرابتي فيكم . قال : المودة إنما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قرابته، فلما هاجر إلى المدينة أحب أن يلحقه بإخوته من الأنبياء فقال : قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله [سبأ : 47] يعني ثوابه وكرامته في الآخرة كما قال : نوح : وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين [الشعراء : 109] وكما قال هود وصالح وشعيب : لم يستثنوا أجرا كما استثنى النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليهم، وهي منسوخة .
[ ص: 147 ] وأخرج أحمد، ، وابن أبي حاتم والطبراني وصححه، والحاكم من طريق وابن مردويه، عن مجاهد، ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : (لا أسألكم على ما أتيتكم به من البينات والهدى أجرا إلا أن تودوا الله وأن تقربوا إليه بطاعته .
وأخرج عبد بن حميد، ، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال : أن تتبعوني وتصدقوني وتصلوا رحمي .
وأخرج عبد بن حميد، من طريق وابن مردويه، يوسف بن مهران، عن في قوله : إلا المودة في القربى . قال : إلا أن تودوني في قرابتي، ولا تؤذوني . وأخرج ابن عباس ، ابن جرير من طريق وابن مردويه، العوفي عن في الآية قال : إن ابن عباس محمدا قال لقريش : لا أسألكم من أموالكم شيئا، ولكن أسألكم ألا تؤذوني لقرابة ما بيني وبينكم؛ فإنكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني .
[ ص: 148 ] وأخرج من طريق ابن مردويه أبي مالك، عن في قوله : ابن عباس إلا المودة في القربى قال : تحفظوني في قرابتي .
وأخرج من طريق ابن مردويه عن عكرمة، في الآية قال : ابن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في قريش بطن إلا وله فيهم أم حتى كانت له في هذيل أم فقال الله : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا أن تحفظوني في قرابتي؛ إن كذبتموني فلا تؤذوني .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق وابن مردويه، مقسم، عن قال : ابن عباس : قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا فقال لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال : يا معشر ابن عباس : الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : أفلا تجيبوني؟ قالوا : ما نقول يا رسول الله؟ قال : ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك؟ أو لم يكذبوك فصدقناك؟ أو لم يخذلوك فنصرناك؟ فما زال يقول : حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله . فنزلت : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى .
[ ص: 149 ] وأخرج في "الأوسط"، الطبراني بسند ضعيف من طريق وابن مردويه، عن سعيد بن جبير قال : ابن عباس الأنصار فيما بينهم : لولا جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا فبسط يده لا يحول بينه وبينه أحد! فقالوا : يا رسول الله إنا أردنا أن نجمع لك من أموالنا فأنزل الله : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى فخرجوا مختلفين فقالوا : لمن ترون ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال بعضهم : إنما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته وننصرهم . فأنزل الله : أم يقولون افترى على الله كذبا إلى قوله : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده فعرض لهم بالتوبة إلى قوله : ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله هم الذين قالوا هذا : أن يتوبوا إلى الله ويستغفرونه . قالت
وأخرج أبو نعيم من طريق والديلمي عن مجاهد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي .
وأخرج ابن المنذر، ، وابن أبي حاتم ، والطبراني بسند ضعيف من طريق وابن مردويه، عن سعيد بن جبير قال : ابن عباس قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء [ ص: 150 ] الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وولدهما . وفاطمة لما نزلت هذه الآية :
وأخرج عن سعيد بن منصور سعيد بن جبير إلا المودة في القربى قال : قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج عن ابن جرير أبي الديلم قال : لما جيء بعلي بن الحسين أسيرا فأقيم على درج دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم فقال له أقرأت القرآن؟ قال : نعم . قال : أقرأت آل حم؟ قال : لا . قال : أما قرأت : علي بن الحسين : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال : فإنكم لأنتم هم؟ قال : نعم .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ابن عباس ومن يقترف حسنة قال : المودة لآل محمد .
وأخرج أحمد، وصححه والترمذي، والنسائي، عن والحاكم المطلب [ ص: 151 ] بن ربيعة قال : على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى العباس قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا . فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه، ثم قال : والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي . دخل
وأخرج مسلم والترمذي، عن والنسائي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : زيد بن أرقم : أذكركم الله في أهل بيتي .
وأخرج وحسنه، الترمذي، في "المصاحف" عن وابن الأنباري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : زيد بن أرقم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
وأخرج وحسنه الترمذي، والطبراني والحاكم في "الشعب" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس أحبوا الله لما [ ص: 152 ] يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي .
وأخرج عن البخاري قال : ارقبوا أبي بكر الصديق : محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته .
وأخرج عن ابن عدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد من أبغضنا أهل البيت فهو منافق .
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن بن علي لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا زيد يوم القيامة بسياط من نار .
وأخرج ، ابن حبان عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار .
[ ص: 153 ] وأخرج الطبراني من طريق والخطيب عن أبي الضحى قال : ابن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يبلغوا الخير أو الإيمان حتى يحبوكم لله ولقرابتي أترجو سليم – حي من مراد – شفاعتي ولا ترجو العباس بنو عبد المطلب شفاعتي؟! جاء
وأخرج من طريق الخطيب عن أبي الضحى عن مسروق قالت : عائشة : رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع أوقعناها . فقال : أما والله إنهم لا يبلغون خيرا حتى يحبوكم لقرابتي ترجو سليم شفاعتي ولا يرجوها العباس بن عبد المطلب بنو عبد المطلب . أتى
وأخرج ابن النجار في "تاريخه" عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن بن علي : لكل شيء أساس وأساس الإسلام حب أصحاب رسول الله [ ص: 154 ] صلى الله عليه وسلم وحب أهل بيته .
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : الحسن : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال : ما كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يسأل على هذا القرآن أجرا ولكنه أمرهم أن يتقربوا إلى الله بطاعته وحب كتابه .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي في الآية قال : كل من تقرب إلى الله بطاعته وجبت عليك محبته . الحسن :
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : الحسن إلا المودة في القربى قال : إلا التقرب إلى الله بالعمل الصالح .
وأخرج عن عبد بن حميد في الآية قال : كن له عشر أمهات في المشركات وكان إذا مر بهم آذوه في تنقيصهن وشتمهن فهو قوله : عكرمة إلا المودة في القربى يقول : لا تؤذوني في قرابتي .
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، ، عن وابن المنذر في قوله : قتادة : إن الله غفور شكور قال : غفور للذنوب شكور للحسنات يضاعفها .
[ ص: 155 ] وأخرج ، عبد الرزاق وعبد بن حميد، عن وابن جرير، في قوله : قتادة فإن يشأ الله يختم على قلبك قال : إن يشأ الله أنساك ما قد آتاك .