قوله تعالى : فما بكت عليهم الآية . [ ص: 273 ] أخرج الترمذي، في "ذكر الموت" وابن أبي الدنيا وأبو يعلى، ، وابن أبي حاتم وابن مردويه، في "الحلية" والخطيب، عن وأبو نعيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس فإذا مات فقداه وبكيا عليه . وتلا هذه الآية : ما من عبد إلا وله في السماء بابان؛ باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه فما بكت عليهم السماء والأرض وذكر أنهم لم يكونوا يعملون على وجه الأرض عملا صالحا تبكي عليهم، ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم .
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، ، وابن المنذر في "شعب الإيمان" عن والبيهقي أنه سئل عن قوله : ابن عباس فما بكت عليهم السماء والأرض هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ قال : نعم إنه ليس أحد من الخلائق إلا له باب في السماء منه ينزل رزقه وفيه يصعد عمله فإذا مات المؤمن فأغلق بابه من السماء فقده فبكى عليه وإذا فقده مصلاه من الأرض التي كان يصلي فيها ويذكر الله فيها بكت عليه وإن قوم فرعون لم يكن لهم في الأرض آثار صالحة ولم يكن يصعد إلى الله منهم خير فلم تبك عليهم السماء والأرض .
وأخرج عبد بن حميد، عن وابن جرير، قتادة : فما بكت عليهم السماء والأرض
[ ص: 274 ] قال : هم كانوا أهون على الله من ذلك . قال : وكذلك المؤمن تبكي عليه بقاعه التي كان يصلي فيها من الأرض ومصعد عمله من السماء .
وأخرج عبد بن حميد في "العظمة" عن وأبو الشيخ مجاهد : فما بكت عليهم السماء والأرض قال : ما مات مؤمن إلا بكت عليه السماء والأرض صباحا، قال : فقيل له : تبكي؟! قال : تعجب! وما للأرض لا تبكي على عبد كان يعمرها بالركوع والسجود وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيره دوي كدوي النحل .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : إن العالم إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا . مجاهد
وأخرج عن عبد بن حميد قال : إن معاوية بن قرة وبحذائها من السماء ثم قرأ : البقعة التي يصلي عليها المؤمن تبكي عليه إذا مات فما بكت عليهم السماء والأرض .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : إن الأرض لتحزن على العبد الصالح أربعين صباحا . وهب
[ ص: 275 ] وأخرج عن عبد بن حميد سعيد بن جبير فما بكت عليهم السماء والأرض قال : لم تبك عليهم السماء لأنهم لم يكونوا يرفع لهم فيها عمل صالح ولم تبك عليهم الأرض لأنهم لم يكونوا يعملون فيها بعمل صالح .
وأخرج ابن جرير في "العظمة" عن وأبو الشيخ قال : كان يقال : مجاهد . الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا
وأخرج عن أبو الشيخ قال : يقال : الأرض تبكي على المؤمن أربعين صباحا . ابن عباس
وأخرج ابن المبارك عن وأبو الشيخ عن ثور بن يزيد مولى الهذيل قال : ما من عبد يضع جبهته في بقعة من الأرض ساجدا لله عز وجل إلا شهدت له بها يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت .
وأخرج ، ابن أبي الدنيا عن وابن جرير شريح بن عبيد الحضرمي مرسلا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بكت عليهم السماء والأرض ثم قال : إنهما لا يبكيان على كافر .
[ ص: 276 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم عباد بن عبد الله قال : سأل رجل هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال : إنه ليس من عبد إلا له مصلى في الأرض، ومصعد عمله في السماء، وإن آل عليا فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا مصعد في السماء .
وأخرج ، ابن المبارك وعبد بن حميد، ، وابن أبي الدنيا ، من طريق وابن المنذر عن المسيب بن رافع قال : إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد عمله من السماء ثم تلا : علي فما بكت عليهم السماء والأرض .
وأخرج ابن أبي شيبة، في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قال : ما من ميت يموت إلا تبكي عليه الأرض أربعين صباحا . مجاهد
أخرج ، ابن المبارك وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا وصححه والحاكم في "الشعب" عن والبيهقي قال : إن الأرض لتبكي على المؤمن أربعين صباحا . ثم قرأ : ابن عباس : فما بكت عليهم السماء والأرض .
وأخرج ، ابن المبارك عن وابن أبي الدنيا قال : ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت [ ص: 277 ] عليه يوم يموت . عطاء الخراساني :
وأخرج عن ابن أبي حاتم عبيد المكتب عن قال : ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلا على اثنين . قيل إبراهيم : لعبيد : أليس السماء والأرض تبكي على المؤمن؟ قال : ذاك مقامه وحيث يصعد عمله . قال : وتدري ما بكاء السماء؟ قال : لا . قال : تحمر وتصير وردة كالدهان إن يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما، وإن يوم قتل احمرت السماء . حسين بن علي
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : لما قتل يزيد بن أبي زياد : الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر قال : بكاء السماء حمرة أطرافها . عطاء :
وأخرج عن ابن أبي الدنيا قال : بكاء السماء حمرتها . الحسن :
وأخرج عن ابن أبي الدنيا قال : كان يقال : هذه الحمرة التي تكون في السماء بكاء السماء على المؤمن . سفيان الثوري :