قوله تعالى : إذ يتلقى المتلقيان الآية . أخرج عن ابن جرير في قوله : مجاهد إذ يتلقى المتلقيان الآية . قال : مع كل إنسان ملكان؛ ملك عن يمينه وآخر عن شماله، فأما الذي عن يمينه فيكتب الخير، وأما الذي عن شماله فيكتب الشر .
وأخرج أبو نعيم عن والديلمي مرفوعا : معاذ بن جبل إن الله لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما على الناجذين، وجعل لسانه قلمهما، وريقه مدادهما .
[ ص: 621 ] وأخرج في "الحلية" عن أبو نعيم قال : اسم كاتب السيئات قعيد . مجاهد
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر في الآية قال : عن اليمين كاتب الحسنات، وعن الشمال كاتب السيئات . مجاهد
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس ما يلفظ من قول الآية . قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر، حتى إنه ليكتب قوله : أكلت وشربت، ذهبت جئت رأيت . حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقى سائره فذلك قوله : يمحو الله ما يشاء ويثبت [الرعد : 39] .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم وابن مردويه، وصححه والحاكم من طريق وابن مردويه عن عكرمة في قوله : ابن عباس ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال : إنما يكتب الخير والشر، لا يكتب : يا غلام، أسرج الفرس . ويا غلام، اسقني الماء .
وأخرج عن ابن المنذر قال : لا يكتب إلا ما يؤجر عليه ويؤزر فيه . لو قال رجل لامرأته : تعالي حتى نفعل كذا وكذا . قال : لا يكتب عليه . عكرمة
[ ص: 622 ] وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : يكتب ما له وما عليه . عكرمة
وأخرج في "الفرية" من طريق ابن أبي الدنيا عن الكلبي عن أبي صالح في قوله : ابن عباس ما يلفظ من قول الآية . قال : كاتب الحسنات عن يمينه يكتب حسناته وكاتب السيئات عن يساره، فإذا عمل حسنة كتب صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه حتى يسبح أو يستغفر . فإذا كان يوم الخميس كتب ما يجري به؛ الخير والشر ويلقي ما سوى ذلك، ثم يعرض على أم الكتاب فيجده بجملته فيه .
وأخرج ابن أبي شيبة، في "شعب الإيمان"، من طريق والبيهقي عن الأوزاعي، أن رجلا كان على حمار فعثر به، فقال : تعست . فقال صاحب اليمين : ما هي بحسنة فأكتبها . وقال صاحب الشمال : ما هي بسيئة فأكتبها . فأوحي أو نودي، أن ما ترك صاحب اليمين فاكتبه . وأخرج حسان بن عطية، في "الصمت" عن ابن أبي الدنيا قال : لسان الإنسان قلم [ ص: 623 ] الملك، وريقه مداده . علي
وأخرج ، ابن أبي الدنيا ، عن وابن المنذر في قوله : الأحنف بن قيس عن اليمين وعن الشمال قعيد قال : صاحب اليمين يكتب الخير، وهو أمير على صاحب الشمال، فإن أصاب العبد خطيئة قال : أمسك . فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها، وإن أبى إلا أن يصر كتبها .
وأخرج ابن المنذر، في "العظمة" من طريق وأبو الشيخ عن ابن المبارك، قال : ملكان أحدهما عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن يساره يكتب السيئات؛ فالذي عن يمينه يكتب بغير شهادة من صاحبه، والذي عن يساره لا يكتب إلا عن شهادة من صاحبه؛ إن قعد فأحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، وإن مشى فأحدهما أمامه والآخر خلفه، وإن رقد فأحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه . قال ابن جريج : وكل به خمسة أملاك؛ ملكان بالليل وملكان بالنهار، يجيئان ويذهبان وملك خامس لا يفارقه ليلا ولا نهارا . ابن المبارك
[ ص: 624 ] وأخرج الفريابي، عن وابن جرير في قوله : مجاهد رقيب عتيد قال : رصيد .
وأخرج ابن المنذر عن وأبو الشيخ حجاج بن دينار قال : قلت لأبي معشر : الرجل يذكر الله في نفسه، كيف تكتبه الملائكة؟ قال : يجدون الريح .
وأخرج في زوائد "الزهد" عن عبد الله بن أحمد قال : بلغنا أن الملائكة تصف بكتبها إلى سماء الدنيا كل عشية بعد العصر، فينادى الملك : ألق تلك الصحيفة . وينادى الملك الآخر : ألق تلك الصحيفة . فيقولون : ربنا قالوا خيرا وحفظنا عليهم . فيقول : إنهم لم يريدوا به وجهي، وإني لا أقبل إلا ما أريد به وجهي . وينادى الملك الآخر : اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا . فيقول : يا رب، إنه لم يعمله . فيقول : إنه نواه . أبي عمران الجوني
وأخرج ، ابن المبارك في "الإخلاص"، وابن أبي الدنيا في "العظمة" عن وأبو الشيخ ضمرة بن حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة يصعدون بعمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه، حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه، فيوحي الله إليهم : إنكم حفظة على عمل عبدي، وأنا [ ص: 625 ] رقيب على ما في نفسه، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين . قال : ويصعدون بعمل العبد من عباد الله فيستقلونه ويحقرونه حتى ينتهوا حيث يشاء الله من سلطانه، فيوحي الله إليهم : إنكم حفظة على عمل عبدي، وأنا رقيب على ما في نفسه، فضاعفوه له، واجعلوه في عليين .
وأخرج الطبراني، وابن مردويه، في "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل العبد حسنة كتبت له بعشر أمثالها، وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال صاحب اليمين : أمسك . فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات، فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا، وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة .
وأخرج في "التفسير" عن أبو الشيخ قال : تذاكروا مجلسا فيه حسان بن عطية مكحول، وابن أبي زكريا، أن العبد إذا عمل خطيئة لم تكتب عليه ثلاث ساعات، فإن استغفر الله وإلا كتبت عليه .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، أنه قال : إن من كان قبلكم [ ص: 626 ] كان يكره فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن تقرأه أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر وأن تنطق بحاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها، أتنكرون أن عليكم حافظين، كراما كاتبين، وأن عطاء بن أبي رباح عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت صحيفته التي ملأ صدر نهاره وأكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، بكر بن ماعز قال : جاءت بنت وعنده أصحاب له فقالت : يا أبتاه، أذهب ألعب؟ قال : لا . قال له أصحابه : يا الربيع بن خثيم أبا يزيد، اتركها . قال : لا يوجد في صحيفتي أني قلت لها : اذهبي . لكن اذهبي فقولي خيرا وافعلي خيرا .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي : إن الكلام بسبعة أغلاق إذ خرج منها كتب، وإذا لم يخرج لم يكتب؛ القلب واللهاة واللسان والحنكين والشفتين . حذيفة بن اليمان
وأخرج في "رواة الخطيب مالك"، ، عن وابن عساكر أنه بلغه أن كل شيء يكتب حتى أنين المريض . مالك
[ ص: 627 ] وأخرج عن ابن المنذر قال : يكتب على ابن مجاهد آدم كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه .
وأخرج ، ابن أبي الدنيا عن وابن عساكر الفضل بن عيسى قال : إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له : كف . قال : لا، وما يدريني لعله يقول : لا إله إلا الله . فأكتبها له .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، قال : يكتب من المريض كل شيء حتى أنينه في مرضه . مجاهد
وأخرج عن ابن أبي شيبة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : عطاء بن يسار إذا مرض العبد قال الله للكرام الكاتبين : اكتبوا لعبدي مثل الذي كان يعمل حتى أقبضه أو أعافيه .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، قال : إذا مرض العبد قال الملك : يا رب، ابتليت عبدك بكذا . فيقول : ما دام في وثاقي فاكتبوا له مثل عمله الذي كان يعمل . سلمان
وأخرج ابن أبي شيبة، في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي قال : إذا [ ص: 628 ] ابتلى الله العبد بالسقم قال لصاحب الشمال : ارفع وقال لصاحب اليمين : اكتب لعبدي ما كان يعمل . معاذ
وأخرج عن ابن أبي شيبة، النضر بن أنس قال : كنا نتحدث منذ خمسين سنة أنه ما من عبد يمرض إلا قام من مرضه كيوم ولدته أمه، وكنا نتحدث منذ خمسين سنة أنه ما من عبد يمرض إلا قال الله لكاتبيه : اكتبا لعبدي ما كان يعمل في صحته .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، قال : إذا مرض الرجل على عمل صالح جرى له ما كان يعمل في صحته . أبي قلابة
وأخرج عن ابن أبي شيبة، قال : إذا مرض الرجل رفع له كل يوم ما كان يعمل . عكرمة
وأخرج عن ابن أبي شيبة، ثابت بن مسلم بن يسار قال : إذا مرض العبد كتب له أحسن ما كان يعمل في صحته .
وأخرج ابن أبي شيبة، في "الأفراد"، والدارقطني والطبراني في [ ص: 629 ] "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبد الله بن عمرو ما من أحد من المسلمين يبتلى ببلاء في جسده إلا أمر الله الحفظة فقال : اكتبوا لعبدي ما كان يعمل وهو صحيح، ما دام مشدودا في وثاقي .
وأخرج عن ابن أبي شيبة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي موسى من مرض أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما .
وأخرج ابن أبي شيبة، وأحمد، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك إذا ابتلى الله المسلم ببلاء في جسده قال للملك : اكتب له صالح عمله الذي كان يعمل . فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه .
وأخرج في "العظمة" أبو الشيخ في "شعب الإيمان" عن والبيهقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس إن الله وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات قال الملكان اللذان وكلا به : قد مات فائذن لنا أن نصعد إلى السماء . فيقول الله : [ ص: 630 ] سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحوني . فيقولان : أفتقيم في الأرض؟ فيقول الله : أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني . فيقولان : فأين؟ فيقول : قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني، واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة .
وأخرج ابن أبي شيبة، في "الزهد"، وأحمد، والحكيم الترمذي، وأبو نعيم في "الشعب" . عن والبيهقي عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمر بن ذر، إن الله عند لسان كل قائل، فليتق الله عبد ولينظر ما يقول .
وأخرج عن الحكيم الترمذي، مرفوعا مثله . ابن عباس