[ ص: 440 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الصف
مكية
أخرج ، عن النحاس قال : نزلت ابن عباس سورة «الصف» بمكة .
وأخرج ، ابن الضريس ، وابن مردويه ، عن والبيهقي قال : نزلت سورة «الصف» ابن عباس بالمدينة .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : نزلت سورة «الحواريين» ابن عباس بالمدينة .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : نزلت سورة «الصف» ابن الزبير بالمدينة .
وأخرج ، النحاس ، عن وابن المنذر قال : نزلت سورة «الصف» قتادة بالمدينة .
قوله تعالى : سبح لله ما في السماوات الآيات . [ ص: 441 ] أخبرني بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو عبد الله الحاكم أبو إسحاق التنوخي، أنبأنا أحمد بن أبي طالب، أنبأنا أبو المنجى بن اللتي، أنبأنا أبو الوقت السجزي، أنبأنا أبو الحسن الداودي ، أنبأنا أبو محمد السرخسي، أنبأنا أبو عمران السمرقندي، أنبأنا أبو محمد الدارمي في «مسنده»، أنبأنا محمد بن كثير، عن عن الأوزاعي، يحيى، عن عن أبي سلمة، قال : عبد الله بن سلام سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال قرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم عبد الله بن سلام : – هكذا، قال قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فتذاكرنا، فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أقرب إلى الله تعالى لعملناه، فأنزل الله : قرأها علينا أبو سلمة : هكذا، قال ابن سلام يحيى : وقرأها علينا قال أبو سلمة، فقرأها علينا الأوزاعي : يحيى، قال محمد بن كثير : فقرأها علينا قال الأوزاعي، : فقرأها علينا الدارمي محمد بن كثير، قال السمرقندي : فقرأها علينا ، قال الدارمي السرخسي : فقرأها علينا السمرقندي، قال فقرأها علينا الداودي : السرخسي، قال أبو الوقت : فقرأها علينا قال الداودي، أبو المنجى : فقرأها علينا أبو الوقت، قال أحمد بن أبي طالب : فقرأها علينا أبو المنجى، قال التنوخي : فقرأها علينا أحمد بن أبي طالب، قال : فقرأها علينا أبو عبد الله الحاكم التنوخي، قلت : فقرأها [ ص: 442 ] علينا . أبو عبد الله الحاكم
هذا حديث صحيح عال، وأخرجه ، عن الترمذي فوافقنا بعلو درجتين . الدارمي،
وأخرج ، أحمد ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان - وقال : صحيح على شرط الشيخين - والحاكم . وابن مردويه
وأخرج مسلسلا أيضا، ابن المنذر في «شعب الإيمان» و«السنن» مسلسلا . والبيهقي
قال الحافظ ابن حجر : هو من أصح مسلسل يروى في الدنيا، قل أن وقع في المسلسلات مثله، مع مزيد علوه .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره، فقال الله : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون . [ ص: 443 ] وأخرج ، ابن أبي حاتم ، من طريق وابن مردويه عن عكرمة، في قوله : ابن عباس كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون قال : هذه الآية في القتال وحده، وهم قوم كانوا يأتون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول الرجل : قاتلت وضربت بسيفي، ولم يفعلوا، فنزلت .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن وابن عساكر عبد الرحمن بن سابط قال : كان يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول : تعالوا نذكر الله فنزداد إيمانا، تعالوا نذكر الله بطاعة لعله يذكرنا بمعرفته، فهش القوم للذكر واشتاقوا، فقالوا : اللهم، لو نعلم الذي هو أحب إليك فعلناه، فأنزل الله : عبد الله بن رواحة يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله : كأنهم بنيان مرصوص فلما كان يوم مؤتة، وكان أحد الأمراء نادى في القوم : يا أهل المجلس الذي وعدتم ربكم، قولكم : لو نعلم الذي هو أحب إليك فعلنا، ثم تقدم فقاتل حتى قتل . ابن رواحة
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن مردويه قال : قالوا : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لفعلناه، فأخبرهم الله فقال : ابن عباس إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فكرهوا ذلك فأنزل الله : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : كانوا يقولون : والله لو نعلم ما أحب [ ص: 444 ] الأعمال إلى الله لعملناه، فنزلت : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله : بنيان مرصوص فدلهم على أحب الأعمال إليه .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : قالوا : لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله، فنزلت : أبي هريرة يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم إلى قوله : بأموالكم وأنفسكم فكرهوا، فنزلت : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله : بنيان مرصوص .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن وابن عساكر في قوله : مجاهد يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى قوله : بنيان مرصوص قال : نزلت في نفر من الأنصار منهم قالوا في مجلس لهم : لو نعلم أي عمل أحب إلى الله لعملناه حتى نموت، فأنزل الله هذا فيهم، فقال عبد الله بن رواحة، لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت، فقتل شهيدا . ابن رواحة :
وأخرج في «تفسيره» عن مالك قال : نزلت هذه الآية في نفر من زيد بن أسلم الأنصار، منهم قالوا في مجلس : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملنا به حتى نموت، فأنزل الله هذه فيهم، فقال عبد الله بن رواحة، لا أبرح حبيسا في سبيل الله حتى أموت شهيدا . ابن رواحة :
[ ص: 445 ] وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : قال المؤمنون : لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لعملناه، فدلهم على أحب الأعمال إليه، فقال : مقاتل إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا فبين لهم، فابتلوا يوم أحد بذلك، فولوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم – مدبرين، فأنزل الله في ذلك : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قال : قال المسلمون : لو أمرنا بشيء نفعله، فنزلت : أبي صالح يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم فتباطئوا عنها، فنزلت : يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون إلى آخر الآية .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن وابن المنذر في قوله قتادة يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون قال : بلغني أنها نزلت في الجهاد، كان الرجل يقول : قاتلت وفعلت، ولم يكن فعل، فوعظهم الله في ذلك أشد الموعظة .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : ابن عباس كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث السرية، فإذا رجعوا كانوا يزيدون في الفعل، ويقولون : قاتلنا كذا، وصنعنا كذا، فأنزل الله الآية .
[ ص: 446 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن المنذر قال : إن القاص ينتظر المقت، فقيل له أرأيت قول الله : ميمون بن مهران يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون أهو الرجل يقرظ نفسه، فيقول : فعلت كذا وكذا من الخير، أم هو الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وإن كان فيه تقصير؟ فقال : كلاهما ممقوت .
وأخرج ، عن عبد بن حميد أبي خالد الوالبي قال : جلسنا إلى خباب فسكت، فقلنا : ألا تحدثنا؛ فإنما جلسنا إليك لذلك! فقال : أتأمروني أن أقول ما لا أفعل .