قوله تعالى : وإذ قال ربك للملائكة الآية .
أخرج عن ابن أبي حاتم أبي مالك قال : ما كان في القرآن (إذ) فقد كان .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : الحسن إني جاعل قال : فاعل .
وأخرج عن ابن جرير قال : كل شيء في القران "جعل " فهو [ ص: 241 ] خلق . الضحاك
وأخرج وكيع وعبد الرزاق، ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن وابن عساكر قال : إن الله أخرج ابن عباس آدم من الجنه قبل أن يخلقه ثم قرأ إني جاعل في الأرض خليفة .
وأخرج وصححه عن الحاكم قال : لقد أخرج الله ابن عباس آدم من الجنة قبل أن يدخلها، قال الله وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وقد كان فيها قبل أن يخلق بألفي عام الجن؛ بنو الجان فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء، فلما أفسدوا في الأرض بعث عليهم جنودا من الملائكة فضربوهم حتى ألحقوهم بجزائر البحور، فلما قال الله وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كما فعل أولئك الجان . فقال الله إني أعلم ما لا تعلمون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم مثله . ابن عمرو،
وأخرج عن ابن جرير قال : كان إبليس من حي من أحياء الملائكة [ ص: 242 ] يقال لهم : الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة وكان اسمه ابن عباس الحارث، فكان خازنا من خزان الجنة، وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي، وخلقت الجن من مارج من نار، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت، فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضا فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة، فقتلهم حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، فلما فعل إبليس ذلك اغتر بنفسه وقال : قد صنعت شيئا لم يصنعه أحد . فاطلع الله على ذلك من قلبه، ولم يطلع عليه الملائكة، فقال الله للملائكة : إني جاعل في الأرض خليفة فقالت الملائكه أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء كما أفسدت الجن قال إني أعلم ما لا تعلمون يقول : إني قد اطلعت من قلب إبليس على ما لم تطلعوا عليه من كبره واغتراره، ثم أمر بتربة آدم فرفعت فخلق الله آدم عليه السلام من طين لازب واللازب اللزج الطيب من حمإ مسنون منتن، وإنما كان حمأ مسنونا بعد التراب، فخلق الله منه آدم بيده، فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى، فكان إبليس يأتيه يضربه برجله فيصلصل فيصوت، ثم يدخل [ ص: 243 ] من فيه ويخرج من دبره، ويدخل من دبره ويخرج من فيه، ثم يقول : لست شيئا، ولشيء ما خلقت، ولئن سلطت عليك لأهلكنك، ولئن سلطت علي لأعصينك، فلما نفخ الله فيه من روحه أتت النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري شيء منها في جسده إلا صار لحما ودما، فلما انتهت النفخة إلى سرته نظر إلى جسده، فأعجبه ما رأى من جسده فذهب لينهض فلم يقدر، فهو قول الله خلق الإنسان من عجل [ الأنبياء : 37]، فلما تمت النفخة في جسده عطس فقال : الحمد لله رب العالمين . بإلهام من الله، فقال الله : يرحمك الله يا آدم ثم قال للملائكة الذين كانوا مع إبليس خاصة دون الملائكة الذين في السماوات : اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر لما حدث في نفسه من الكبر، فقال : لا أسجد له وأنا خير منه، وأكبر سنا، وأقوى خلقا، فأبلسه الله وآيسه من الخير كله، وجعله شيطانا رجيما .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم في “ العظمة “ عن وأبو الشيخ قال : إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن، يوم الخميس، وخلق أبي العالية آدم يوم الجمعة، فكفر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم [ ص: 244 ] في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض، فمن ثم قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .
وأخرج عن ابن جرير قال : لما خلق الله النار ذعرت منها الملائكة ذعرا شديدا، وقالوا : ربنا لم خلقت هذه؟ قال : لمن عصاني من خلقي - ولم يكن لله خلق يومئذ إلا الملائكة - قالوا : يا رب، ويأتي دهر نعصيك فيه؟ قال : لا، إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا، وأجعل فيها خليفة، يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض ابن زيد قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها فاجعلنا نحن فيها فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن عساكر وناس من الصحابة، لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك سماء الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم : الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خزان الجنه، وكان إبليس مع ملكه خازنا، فوقع في صدره كبر، وقال : ما [ ص: 245 ] أعطاني الله هذا إلا لمزيد أو لمزية – لي . فاطلع الله على ذلك منه، فقال للملائكة : ابن مسعود إني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس وإذ قال ربك للملائكة الآية، قال : إن الله قال للملائكة : إني خالق بشرا وإنهم يتحاسدون فيقتل بعضهم بعضا، ويفسدون في الأرض، فلذلك قالوا : أتجعل فيها من يفسد قال : وكان إبليس أميرا على ملائكة سماء الدنيا، فاستكبر وهم بالمعصية، وطغى، فعلم الله ذلك منه، فذلك قوله : إني أعلم ما لا تعلمون وأن في نفس إبليس بغيا .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : قتادة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال : قد علمت الملائكة من علم الله أنه [ ص: 246 ] لا شيء أكره عند الله من سفك الدماء والفساد في الأرض .
وأخرج ، ابن المنذر في " أماليه " عن وابن بطة قال : ابن عباس وذلك أن الله تعالى قال إياكم والرأي، فإن الله تعالى رد الرأي على الملائكة، إني جاعل في الأرض خليفة قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ، قال إني أعلم ما لا تعلمون .
وأخرج في " كتاب التوبة " عن ابن أبي الدنيا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس إن أول من لبى الملائكة قال الله : إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء قال : فرادوه فأعرض عنهم، فطافوا بالعرش ست سنين يقولون : لبيك لبيك اعتذارا إليك لبيك لبيك نستغفرك ونتوب إليك .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن وابن عساكر ابن سابط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دحيت الأرض من مكة وكانت الملائكة تطوف بالبيت، فهي أول من طاف به، وهي الأرض التي قال الله : إني جاعل في الأرض خليفة وكان النبي إذا هلك قومه ونجا هو والصالحون، أتاها هو ومن معه [ ص: 247 ] فيعبدون الله بها حتى يموتوا فيها، وإن قبر نوح وهود وشعيب وصالح بين زمزم وبين الركن والمقام .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : قتادة ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال التسبيح التسبيح والتقديس الصلاة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي عن والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي ذر ما اصطفاه الله لملائكته : سبحان ربي وبحمده - وفي لفظ - سبحان الله وبحمده . أحب الكلام إلى الله
وأخرج ، ابن جرير في " الحلية " عن وأبو نعيم سعيد بن جبير، أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الملائكة فلم يرد عليه شيئا، فأتاه عمر بن الخطاب جبريل فقال : إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون : سبحان ذي الملك والملكوت . وأهل السماء الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون : سبحان ذي العزة والجبروت . وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون : سبحان الحي الذي [ ص: 248 ] لا يموت .
وأخرج عن ابن جرير وناس من الصحابة في قوله : ابن مسعود ونقدس لك قال : نصلي لك .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال التقديس التطهير . ابن عباس
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : مجاهد ونقدس لك قال : نعظمك ونكبرك .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : أبي صالح ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال : نعظمك ونمجدك .
وأخرج وكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : مجاهد إني أعلم ما لا تعلمون [ ص: 249 ] قال، علم من إبليس المعصية وخلقه لها .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله قتادة إني أعلم ما لا تعلمون قال : كان في علم الله أنه سيكون من تلك الخليفة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة .
وأخرج في " المصنف "، ابن أبي شيبة في “ الزهد “، وأحمد في " الأمل " عن وابن أبي الدنيا قال : لما خلق الله الحسن آدم وذريته قالت الملائكة : ربنا إن الأرض لا تسعهم قال : إني جاعل موتا . قالوا : إذن لا يهنأ لهم العيش . قال : إني جاعل أملا .
وأخرج أحمد، في " مسنده "، وعبد بن حميد في كتاب العقوبات، وابن أبي الدنيا في " صحيحه "، وابن حبان في " الشعب " عن والبيهقي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عبد الله بن عمر إن آدم لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة : أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون [ ص: 250 ] قالوا : ربنا نحن أطوع لك من بني آدم . قال الله للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان . فقالوا : ربنا هاروت وماروت، قال فاهبطا إلى الأرض فتمثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها، فقالت : لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، قالا : لا والله لا نشرك بالله أبدا، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله، فسألاها نفسها، فقالت : لا والله حتى تقتلا هذا الصبي . قالا : لا والله لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت : لا والله حتى تشربا هذا الخمر . فشربا فسكرا فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة : والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي قد فعلتماه حين سكرتما، فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا .
[ ص: 251 ] وأخرج في " طبقاته " ابن سعد ، وأحمد وعبد بن حميد ، وأبو داود وصححه، والترمذي في " نوادر الأصول "، والحكيم ، وابن جرير ، وابن المنذر في " العظمة "، وأبو الشيخ وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي موسى الأشعري آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب . إن الله خلق
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قال : خلقت الكعبة قبل الأرض بألفي سنة، قالوا : كيف خلقت قبل وهي من الأرض؟ قال : كانت حشفة على الماء عليها ملكان يسبحان الليل والنهار [ ص: 252 ] ألفي سنة فلما أراد الله أن يخلق الأرض دحاها منها فجعلها في وسط الأرض، فلما أراد الله أن يخلق أبي هريرة آدم بعث ملكا من حملة العرش يأتي بتراب من الأرض، فلما هوى ليأخذ، قالت الأرض : أسألك بالذي أرسلك ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون منه للنار نصيب غدا، فتركها فلما رجع إلى ربه قال : ما منعك أن تأتيني بما أمرتك؟ قال : سألتني بك، فعظمت أن أرد شيئا سألني بك . فأرسل آخر، فقال مثل ذلك، حتى أرسلهم كلهم فأرسل ملك الموت فقالت له مثل ذلك قال : إن الذي أرسلني أحق بالطاعة منك، فأخذ من وجه الأرض كلها، من طيبها وخبيثها حتى كانت قبضة عند موضع الكعبة، فجاء به إلى ربه، فصب عليه من ماء الجنة، فجاء حمأ مسنونا، فخلق منه آدم بيده ثم مسح على ظهره، فقال : تبارك الله أحسن الخالقين، فتركه أربعين ليلة لا ينفخ فيه الروح ثم نفخ فيه من روحه فجرى فيه الروح من رأسه إلى صدره، فأراد أن يثب، فتلا أبو هريرة خلق الإنسان من عجل ، فلما جرى فيه الروح جلس جالسا، فعطس، فقال الله : قل الحمد لله [ ص: 253 ] فقال : الحمد لله فقال : رحمك ربك، ثم قال : انطلق إلى هؤلاء الملائكة فسلم عليهم . فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فقال : هذه تحيتك وتحية ذريتك، يا آدم، أي مكان أحب إليك أن أريك ذريتك فيها فقال : بيمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين، فبسط يمينه فأراه فيها ذريته كلهم، وما هو خالق إلى يوم القيامة، الصحيح على هيئته، والمبتلى على هيئته، والأنبياء على هيئتهم، فقال : أي رب ألا عافيتهم كلهم . فقال : إني أحببت أن أشكر . فرأى فيها رجلا ساطعا نوره، فقال : أي رب من هذا؟ فقال : هذا ابنك داود . فقال : كم عمره يا رب؟ قال : ستون سنة . قال : كم عمري؟ قال : ألف سنة . قال : انقص من عمري أربعين سنة، فزدها في عمره . ثم رأى آخر ساطعا نوره ليس مع أحد من الأنبياء مثل ما معه، فقال : أي رب من هذا؟ قال : هذا ابنك محمد، وهو أول من يدخل الجنة . فقال آدم : الحمد لله الذي جعل من ذريتي من يسبقني إلى الجنة ولا أحسده . فلما مضى لآدم ألف سنة إلا أربعين جاءته الملائكة يتوفونه [ ص: 254 ] عيانا، قال : ما تريدون؟ قالوا : نريد أن نتوفاك . قال : بقي من أجلي أربعون . قال : أليس قد أعطيتها ابنك داود؟ قال : ما أعطيت أحدا شيئا، قال : جحد أبو هريرة آدم، وجحدت ذريته ونسي ونسيت ذريته .
وأخرج ، ابن جرير في “ الأسماء والصفات “، والبيهقي عن وابن عساكر وناس من الصحابة قالوا : بعث الله ابن مسعود جبريل إلى الأرض ليأتيه بطين منها، فقالت الأرض : أعوذ بالله منك أن تنقص مني، فرجع ولم يأخذ شيئا، وقال : يا رب إنها عاذت بك فأعذتها، فبعث الله ميكائيل كذلك، فبعث ملك الموت، فعاذت منه فقال : وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض، وخلط، ولم يأخذ من مكان واحد، وأخذ من تربة بيضاء وحمراء وسوداء - فذلك خرج بنو آدم مختلفين - فصعد به، فبل التراب حتى صار طينا لازبا، واللازب : هو الذي يلزق بعضه ببعض، ثم قال للملائكة : إني خالق بشرا من طين . فخلقه الله بيده؛ لئلا يتكبر عليه إبليس فخلقه بشرا سويا، وكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة [ ص: 255 ] فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه وكان أشدهم منه فزعا إبليس، وكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار، يكون له صلصلة، فيقول : لأمر ما خلقت ويدخل من فيه ويخرج من دبره، ويقول للملائكة : لا ترهبوا من هذا، فإن ربكم صمد، وهذا أجوف، لئن سلطت عليه لأهلكنه، فلما بلغ الحين الذي يريد الله أن ينفخ فيه الروح، قال للملائكة : إذا نفخت فيه من روحي، فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل في رأسه عطس فقالت الملائكة : الحمد لله، فقال : الحمد لله، فقال الله له : يرحمك ربك، فلما دخلت الروح في عنقه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت إلى جوفه، اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ إلى رجليه عجلا إلى ثمار الجنة، وذلك قوله تعالى : خلق الإنسان من عجل .
وأخرج في " طبقاته "، ابن سعد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم [ ص: 256 ] في " تاريخه " عن وابن عساكر قال : بعث رب العزة إبليس فأخذ من أديم الأرض : من عذبها ومالحها، فخلق منها آدم، فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى السعادة، وإن كان ابن كافرين، وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى الشقاوة وإن كان ابن نبيين، قال : ومن ثم قال إبليس : ابن عباس أأسجد لمن خلقت طينا إن هذه الطينة أنا جئت بها، ومن ثم سمي آدم، لأنه أخذ من أديم الأرض .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : إن علي، آدم خلق من أديم الأرض، فيه الطيب والصالح والرديء، فكل ذلك أنت راء في ولده .
وأخرج ابن سعد، عن وابن عساكر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أبي ذر، إن : سوداء وبيضاء وحمراء . آدم خلق من ثلاث تربات
وأخرج في " الطبقات "، ابن سعد وعبد بن حميد في " الغيلانيات "، وأبو بكر الشافعي عن وابن عساكر قال : خلق الله سعيد بن جبير آدم من أرض [ ص: 257 ] يقال لها دحناء .
وأخرج عن الديلمي مرفوعا : أبي هريرة الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطينة آدم عليه السلام .
وأخرج الطيالسي، وابن سعد، ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، وابن حبان في “ العظمة “، وأبو الشيخ في “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي أنس آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك، ولفظ أبي الشيخ قال : خلق لا يتمالك ظفرت به . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما صور الله تعالى
وأخرج عن ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس آدم [ ص: 258 ] الروح فبلغ الروح رأسه عطس فقال : الحمد لله رب العالمين . فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله . لما نفخ الله في
وأخرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن حبان آدم عطس فألهمه الله أن قال : الحمد لله . قال له ربه : يرحمك الله، فلذلك سبقت رحمته غضبه . لما خلق الله
وأخرج وصححه عن الحاكم قال : لما فرغ الله من خلق ابن عباس آدم وجرى فيه الروح عطس فقال : الحمد لله، فقال له ربه : يرحمك الله .
وأخرج ابن سعد، ، وأبو يعلى ، وابن مردويه في “ الأسماء والصفات “ عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة آدم من تراب، ثم جعله طينا، ثم تركه حتى إذا كان حمأ مسنونا، خلقه وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار، وجعل إبليس يمر به فيقول : لقد خلقت لأمر عظيم . ثم نفخ الله فيه من روحه، فكان أول شيء جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه الله حمد ربه، فقال الرب : يرحمك ربك، ثم قال : يا آدم اذهب إلى أولئك النفر، فقل لهم، وانظر ماذا يقولون، فجاء فسلم عليهم، فقالوا : وعليك السلام [ ص: 259 ] ورحمة الله . فجاء إلى ربه فقال : ماذا قالوا لك؟ وهو أعلم بما قالوا له، قال : يا رب سلمت عليهم فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله . قال : يا آدم هذه تحيتك وتحية ذريتك . قال : يا رب وما ذريتي؟ قال : اختر يدي يا آدم . قال : أختار يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين، فبسط الله كفه، فإذا كل ما هو كائن من ذريته في كف الرحمن عز وجل . إن الله خلق
وأخرج أحمد، ، والبخاري عن ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة آدم طوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن . خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا، قال : اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة فاسمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال : السلام عليكم، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله . فزادوه : ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد في “ صفة الجنة “، وابن أبي الدنيا في " الكبير " عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة يدخل أهل [ ص: 260 ] الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين، وهم عبى خلق آدم، طوله ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع .
وأخرج مسلم ، وأبو داود ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق الله آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه مات، وفيه تيب عليه، وفيه تقوم الساعة .
وأخرج في “ العظمة “ عن أبو الشيخ قال : لما خلق الله آدم ألقى جسده في السماء لا روح فيه، فلما رأته الملائكة راعهم ما رأوه من خلقه فأتاه إبليس، فلما رأى خلقه منتصبا راعه، فدنا منه، فنكته برجله، فصل آدم، فقال : هذا أجوف لا شيء عنده . أبي نضرة
وأخرج عن أبو الشيخ قال : خلق الله آدم في سماء الدنيا، [ ص: 261 ] وإنما أسجد له ملائكة سماء الدنيا ولم يسجد له ملائكة السماوات . ابن جريج
وأخرج بسند صحيح عن أبو الشيخ يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن زيد إن الله لما أراد أن يخلق آدم بعث ملكا، والأرض يومئذ وافرة فقال : اقبض لي منها قبضة، آتني بها أخلق منها خلقا . قالت : فإني أعوذ بأسماء الله أن تقبض اليوم مني قبضة يخلق منها خلقا يكون لجهنم منه نصيب، فعرج الملك ولم يقبض شيئا فقال له : ما لك ؟ قال : عاذت بأسمائك أن أقبض منها خلقا يكون لجهنم منه نصيب، فلم أجد عليها مجازا . فبعث ملكا آخر، فلما أتاها، قالت له مثل ما قالت للأول، ثم بعث الثالث، فقالت له مثل ما قالت لهما، فعرج ولم يقبض منها شيئا، فقال له الرب تعالى مثل ما قال للذين من قبله، ثم دعا إبليس - واسمه يومئذ في الملائكة حباب - فقال له : اذهب، فاقبض لي من الأرض قبضة، فذهب حتى أتاها، فقالت له مثل ما قالت للذين قبله من الملائكة، فقبض منها قبضة، ولم يسمع لحرجها، فلما أتاه قال الله تعالى : ما أعاذتك بأسمائي منك؟ قال : بلى، قال : فما كان من أسمائي ما يعيذها منك؟ قال : بلى، ولكن أمرتني [ ص: 262 ] فأطعتك، فقال الله : لأخلقن منها خلقا يسوء وجهك . فألقى الله تلك القبضة في نهر من أنهار الجنة، حتى صارت طينا، فكان أول طين . ثم تركها حتى صارت حمأ مسنونا منتن الريح، ثم خلق منها آدم ثم تركه في الجنة أربعين سنة، حتى صار صلصالا كالفخار، يبس حتى كان كالفخار، ثم نفخ فيه الروح بعد ذلك، وأوحى الله إلى ملائكته : إذا نفخت فيه من الروح فقعوا له ساجدين . وكان آدم مستلقيا في الجنة فجلس حين وجد مس الروح فعطس، فقال الله له : احمد ربك . فقال : يرحمك ربك، فمن هنالك يقال : سبقت رحمته غضبه، وسجدت الملائكة إلا هو، قام فقال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك [ الأعراف : 12] أستكبرت أم كنت من العالين [ ص : 75] فأخبر الله أنه لا يستطيع أن يعلو على الله ما له يكيد على صاحبه، فقال : أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها إلى قوله ولا تجد أكثرهم شاكرين [ الأعراف : 12 - 17 ] وقال الله : إن إبليس قد صدق عليهم ظنه وإنما كان ظنه ألا يجد أكثرهم شاكرين .