أخرج عن ابن جرير قال : أمر ابن عباس موسى قومه- عن أمر ربه- أن يقتلوا أنفسهم، واحتبى الذين عكفوا على العجل فجلسوا، وقام الذين لم يعكفوا على العجل، فأخذوا الخناجر بأيديهم، وأصابتهم ظلمة شديدة، فجعل يقتل بعضهم بعضا، فانجلت الظلمة عنهم وقد أجلوا عن سبعين [ ص: 369 ] ألف قتيل، كل من قتل منهم كانت له توبة، وكل من بقي كانت له توبة .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : قالوا علي، لموسى : ما توبتنا؟ قال : يقتل بعضكم بعضا . فأخذوا السكاكين، فجعل الرجل يقتل أخاه وأباه وابنه - لا يبالي من قتل - حتى قتل منهم سبعون ألفا، فأوحى الله إلى موسى : مرهم فليرفعوا أيديهم وقد غفر لمن قتل وتيب على من بقي .
وأخرج عن عبد بن حميد في قوله : قتادة إنكم ظلمتم أنفسكم الآية، قال : أمر القوم بشديد من البلاء، فقاموا يتناحرون بالشفار، ويقتل بعضهم بعضا، حتى بلغ الله نقمته فيهم وعقوبته، فلما بلغ ذلك سقطت الشفار من أيديهم وأمسك عنهم القتل، فجعله الله للحي منهم توبة، وللمقتول شهادة .
وأخرج في “ الزهد “، أحمد عن وابن جرير قال : لما أمرت بنو إسرائيل بقتل أنفسها، برزوا ومعهم الزهري موسى، فاضطربوا بالسيوف، وتطاعنوا [ ص: 370 ] بالخناجر، وموسى رافع يديه، حتى إذا أفنوا بعضهم قالوا : يا نبي الله، ادع لنا . وأخذوا بعضديه، فلم يزل أمرهم على ذلك حتى إذ قبل الله توبتهم قبض أيديهم بعضهم عن بعض، فألقوا السلاح وحزن موسى وبنو إسرائيل للذي كان من القتل فيهم، فأوحى الله إلى موسى : ما يحزنك؟ أما من قتل منكم فحي عندي يرزق، وأما من بقي فقد قبلت توبته، فسر بذلك موسى وبنو إسرائيل .
وأخرج عن الطستي أن ابن عباس نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : إلى بارئكم قال : خالقكم، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم، أما سمعت قول تبع :
شهدت على أحمد أنه رسول من الله باري النسم
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : أبي العالية إلى بارئكم قال : خالقكم .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : كان أمر مجاهد موسى قومه عن أمر ربه أن يقتل بعضهم بعضا بالخناجر، ففعلوا فتاب الله عليهم .