قوله تعالى : فويل للذين يكتبون الآية .
أخرج وكيع، ، والنسائي ، عن وابن المنذر في قوله : ابن عباس فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم قال : نزلت في أهل الكتاب .
وأخرج أحمد، في " الزهد "، وهناد بن السري ، وعبد بن حميد ، والترمذي في (صفة النار) ، وابن أبي الدنيا ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في " صحيحه "، وابن حبان في " المستدرك " وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في “ البعث “ عن والبيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره .
وأخرج عن ابن جرير عثمان بن عفان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : فويل لهم مما كتبت أيديهم قال : الويل جبل في النار . وهو الذي أنزل في اليهود، لأنهم حرفوا التوراة؛ زادوا فيها ما أحبوا، ومحوا منها ما كانوا يكرهون، ومحوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة .
[ ص: 434 ] وأخرج البزار، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سعد بن أبي وقاص إن في النار حجرا يقال له : ويل . يصعد عليه العرفاء وينزلون فيه .
وأخرج الحربي في " فوائده " عن قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك يا عائشة . فجزعت منها، فقال لي : يا حميراء إن ويحك أو ويك رحمة، فلا تجزعي منها، ولكن اجزعي من الويل . عائشة
وأخرج في " دلائل النبوة " عن أبو نعيم قال : الويح والويل بابان، فأما الويح فباب رحمة، وأما الويل فباب عذاب . علي بن أبي طالب
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والطبراني في “ البعث “ عن والبيهقي قال : ويل واد في جهنم، يسيل فيه صديد أهل النار . ابن مسعود
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن أبي حاتم قال : الويل واد من فيح في جهنم . النعمان بن بشير
[ ص: 435 ] وأخرج في “ الزهد “، ابن المبارك ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في “ البعث “ عن والبيهقي قال : ويل واد في جهنم، لو سيرت فيه الجبال لانماعت من شدة حره . عطاء بن يسار
وأخرج في “ الزهد “، هناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم ابن عياض قال : ويل سيل من صديد في أصل جهنم، وفي لفظ : ويل واد في جهنم يسيل فيه صديدهم .
وأخرج عن ابن أبي حاتم عمر مولى غفرة قال : إذا سمعت الله يقول : ويل فهي النار .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس فويل للذين يكتبون الكتاب الآية، قال : هم أحبار اليهود وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة، جعد الشعر حسن الوجه، فلما وجدوه في التوراة محوه حسدا وبغيا، فأتاهم نفر من قريش فقالوا : تجدون في التوراة [ ص: 436 ] نبيا أميا؟ فقالوا : نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر فأنكرت قريش وقالوا : ليس هذا منا .
وأخرج في “ الدلائل “ عن البيهقي قال : ابن عباس وصف الله محمدا صلى الله عليه وسلم في التوراة، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده أحبار اليهود فغيروا صفته في كتابهم وقالوا : لا نجد نعته عندنا وقالوا للسفلة : ليس هذا نعت النبي الذي يحرم كذا وكذا كما كتبوه وغيروا، ونعت هذا كذا كما وصف . فلبسوا على الناس، وإنما فعلوا ذلك لأن الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة، فخافوا أن تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة .
وأخرج في " المصنف "، عبد الرزاق ، والبخاري ، وابن أبي حاتم في " شعب الإيمان " عن والبيهقي أنه قال : يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل الله على نبيه أحدث أخبار الله تعرفونه غضا محضا لم يشب، وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا : هو من عند الله ليشتروا به [ ص: 437 ] ثمنا قليلا، أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسائلهم، ولا والله ما رأينا منهم أحدا قط سألكم عن الذي أنزل إليكم . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي حاتم في الآية قال : كان ناس من اليهود يكتبون كتابا، من عندهم ويبيعونه من العرب، ويحدثونهم أنه من عند الله فيأخذون ثمنا قليلا . السدي
وأخرج ، عبد الرزاق وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في الآية قال : كان ناس من بني إسرائيل كتبوا كتابا بأيديهم ليتأكلوا الناس، فقالوا : هذا من عند الله وما هي من عند الله . قتادة
وأخرج عن ابن جرير في قوله : ابن عباس ليشتروا به ثمنا قليلا قال : عرضا من عرض الدنيا فويل لهم [ ص: 438 ] قال : فالعذاب عليهم من الذي كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب وويل لهم مما يكسبون يقول : مما يأكلون به الناس السفلة وغيرهم .
وأخرج ، عبد الرزاق وابن أبي داود في " المصاحف "، عن وابن أبي حاتم أنه كره كتابة المصاحف بالأجر، وتلا هذه الآية إبراهيم النخعي، فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم الآية .
وأخرج عن وكيع أنه كره أن يكتب المصاحف بالأجر، وتأول هذه الآية الأعمش، فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله .
وأخرج وكيع، وابن أبي داود عن أنه يكره شراء المصاحف وبيعها . محمد بن سيرين
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد، وابن أبي داود عن قال : [ ص: 439 ] سألت ثلاثة من أهل أبي الضحى الكوفة عن شراء المصاحف ؛ عبد الله بن يزيد الخطمي ومسروق بن الأجدع وشريحا، فكلهم قال : لا تأخذ لكتاب الله ثمنا .
وأخرج ابن أبي داود من طريق عن قتادة زرارة عن قال : شهدت فتح تستر مع مطرف فأصبنا دانيال بالسوس، وأصبنا معه ريطتين من كتان، وأصبنا معه ربعة فيها كتاب الله، وكان أول من وقع عليه رجل من بلعنبر يقال له : حرقوص فأعطاه الأشعري الريطتين وأعطاه مائتي درهم، وكان معنا أجير نصراني يسمى نعيما، فقال : بيعوني هذه الربعة بما فيها فقالوا : إن لم يكن فيها ذهب أو فضة أو كتاب الله . قال : فإن الذي فيها كتاب الله . فكرهوا أن يبيعوه الكتاب، فبعناه الربعة [ ص: 440 ] بدرهمين، ووهبنا له الكتاب، قال قتادة : فمن ثم كره بيع المصاحف، لأن الأشعري، الأشعري وأصحابه كرهوا بيع ذلك الكتاب .
وأخرج ابن أبي داود من طريق عن قتادة سعيد بن المسيب : أنهما كرها بيع المصاحف . والحسن
وأخرج ابن أبي داود عن أنه سئل عن بيع المصاحف، فقال : إن حماد بن أبي سليمان، يكره بيعها وشراءها . إبراهيم
وأخرج ابن أبي داود عن قال : كان سالم إذا أتى على الذي يبيع المصاحف قال : بئس التجارة . ابن عمر
وأخرج ابن أبي داود عن أن عبادة بن نسي، كان يقول : لا تبيعوا المصاحف ولا تشتروها . عمر
وأخرج ابن أبي داود عن ابن سيرين وإبراهيم، أن كان يكره بيع المصاحف وشراءها . عمر
وأخرج ابن أبي داود عن : أنه كره بيع المصاحف وشراءها . ابن مسعود
[ ص: 441 ] وأخرج ابن أبي داود من طريق عن نافع قال : وددت أن الأيدي تقطع على بيع المصاحف . ابن عمر
وأخرج ، عبد الرزاق وابن أبي داود من طريق قال : وددت أني رأيت الأيدي تقطع على بيع المصاحف وشرائها . سعيد بن جبير
وأخرج ابن أبي داود عن قال : سمعت عكرمة يقول : بئس التجارة المصاحف . سالم بن عبد الله
وأخرج ابن أبي داود، عن أنه كره بيع المصاحف وشراءها . جابر بن عبد الله :
وأخرج ، عبد الرزاق وابن أبي داود، عن عبد الله بن شقيق العقيلي : أنه [ ص: 442 ] كان يكره بيع المصاحف . قال : وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشددون في بيع المصاحف، ويرونه عظيما .
وأخرج ابن أبي داود عن عن ابن شهاب أنه كره بيع المصاحف كراهية شديدة وكان يقول : أعن أخاك بالكتاب أو هب له . سعيد بن المسيب :
وأخرج ابن أبي داود عن علي بن حسين قال : كانت المصاحف لا تباع وكان الرجل يأتي بورقه عند المنبر، فيقول : من الرجل يحتسب فيكتب لي؟ ثم يأتي الآخر فيكتب حتى يتم المصحف .
وأخرج ابن أبي داود عن مسروق، وعلقمة، وعبد الله بن يزيد الأنصاري وشريح وعبيدة، أنهم كرهوا بيع المصاحف وشراءها، وقالوا : لا نأخذ لكتاب الله ثمنا .
[ ص: 443 ] وأخرج ابن أبي داود عن عن أصحابه قال : كانوا يكرهون بيع المصاحف وشراءها . إبراهيم
وأخرج ابن أبي داود عن أنه كان يكره بيع المصاحف، وقال : وددت أن الذين يبيعون المصاحف ضربوا . أبي العالية،
وأخرج ابن أبي داود عن قال : كانوا يكرهون ابن سيرين بيع المصاحف وكتابتها بالأجر .
وأخرج ابن أبي داود عن قال : قال ابن جريج لم يكن من مضى يبيعون المصاحف، إنما حدث ذلك الآن، وإنما يجلسون بمصاحفهم في الحجر فيقول أحدهم للرجل إذا كان كاتبا وهو يطوف : يا فلان إذا فرغت تعال فاكتب لي، قال : فيكتب الصفح وما كان من ذلك حتى يفرغ من مصحفه . عطاء :
وأخرج ابن أبي داود عن قال : كان في أول الزمان يجتمعون فيكتبون المصاحف، ثم إنهم استأجروا العباد فكتبوها لهم، ثم إن العباد بعد كتبوها فباعوها، وأول من باعها العباد . عمرو بن مرة
[ ص: 444 ] وأخرج أبو عبيد، وابن أبي داود عن عمران بن جرير قال : سألت أبا مجلز عن بيع المصاحف قال : إنما بيعت في زمن فلا تبعها . معاوية
وأخرج ابن أبي داود عن قال : كتاب الله أعز من أن يباع . محمد بن سيرين
وأخرج ابن سعيد عن قال : كنت أمشي مع حنظلة فمر بقوم يبيعون المصاحف فاسترجع . طاوس
ذكر من رخص في بيعها وشرائها .
أخرج ابن أبي داود عن أنه سئل عن بيع المصاحف فقال : لا بأس إنما يأخذون أجور أيديهم . ابن عباس
وأخرج ابن أبي داود عن أنه سئل عن بيع المصاحف قال : لا بأس إنما يبيع الورق . ابن الحنفية
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد، وابن أبي داود عن قال : لا بأس ببيع المصاحف، إنهم لا يبيعون كتاب الله إنما يبيعون الورق وعمل [ ص: 445 ] أيديهم . الشعبي
وأخرج ابن أبي داود عن جعفر عن أبيه قال : لا بأس بشراء المصاحف وأن يعطى الأجر على كتابتها .
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد، وابن أبي داود عن أنه سئل عن بيع المصاحف، فقال : كان خيرا أو حبرا هذا الأمة لا يريان ببيعها بأسا مطر الوراق، الحسن والشعبي .
وأخرج ابن أبي داود عن حميد، أن كان يكره بيع المصاحف، فلم يزل به الحسن حتى رخص فيه . مطر الوراق
وأخرج ابن أبي داود من طرق عن قال : لا بأس الحسن . ببيع المصاحف ونقطها بالأجر
وأخرج ابن أبي داود عن الحكم : أنه كان لا يرى بأسا بشراء المصاحف وبيعها .
[ ص: 446 ] وأخرج أبو عبيد، وابن أبي داود عن أبي شهاب موسى بن نافع قال : قال لي هل لك في مصحف عندي قد كفيتك عرضه فتشتريه . سعيد بن جبير :
وأخرج عبد الرزاق وأبو عبيد، وابن أبي داود من طرق عن قال : اشتر المصاحف ولا تبعها . ابن عباس
وأخرج ابن أبي داود عن قال : رخص في شراء المصاحف، وكره في بيعها، قال ابن عباس ابن أبي داود : كذا قال رخص كأنه صار مسندا .
وأخرج أبو عبيد، وابن أبي داود، عن في بيع المصاحف قال : ابتعها ولا تبعها . جابر بن عبد الله
وأخرج ابن أبي داود عن سعيد بن المسيب مثله . وسعيد بن جبير،
وأخرج عن عبد الرزاق ، مثله . ابن عمر