قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا . الآية . أخرج في تاريخه البخاري ، والنسائي ، وابن أبي حاتم عن وابن مردويه أنه سأل نافع قال : إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا ولا ندري من الفئة إمامنا أو عسكرنا؟ فقال لي : الفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت : إن الله يقول : ابن عمر إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار قال : إنما أنزلت هذه الآية في أهل بدر لا قبلها ولا بعدها .
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في ناسخه والنحاس ، وأبو الشيخ ، والحاكم عن وابن مردويه في قوله : أبي سعيد الخدري ومن يولهم يومئذ دبره قال : إنها كانت لأهل بدر خاصة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن جرير في قوله : أبي نضرة ومن يولهم يومئذ دبره الآية، قال : نزلت يوم بدر ولم يكن لهم أن ينحازوا ولو [ ص: 66 ] انحازوا لم ينحازوا إلا إلى المشركين .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم قال : لا تغرنكم هذه الآية فإنها كانت يوم عمر بن الخطاب بدر وأنا فئة لكل مسلم .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في الآية قال : ذاكم يوم قتادة بدر؛ لأنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ، أبو الشيخ عن وابن مردويه في الآية قال : نزلت في أهل ابن عباس بدر خاصة ما كان لهم أن ينهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتركوه .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن المنذر في ناسخه والنحاس عن وأبو الشيخ في قوله : الحسن ومن يولهم يومئذ دبره قال : إنما كانت يوم بدر خاصة، ليس الفرار من الزحف من الكبائر .
وأخرج ابن المنذر عن وأبو الشيخ في قوله : عكرمة ومن يولهم يومئذ دبره قال : ذاك في يوم بدر .
وأخرج في المصنف، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة عن وابن جرير قال : إنما كان يوم الضحاك بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها .
[ ص: 67 ] وأخرج عن عبد الرزاق : قتادة ومن يولهم يومئذ دبره قال : يرون أن ذلك في بدر ألا ترى أنه يقول : ومن يولهم يومئذ دبره .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن المنذر قال : أوجب الله لمن فر يوم يزيد بن أبي حبيب بدر النار، قال : ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله : فقد باء بغضب من الله فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال : إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم [آل عمران : 155] ثم كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين فقال : ثم وليتم مدبرين ، ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء [التوبة : 25 - 27] .
وأخرج ابن أبي حاتم عن وأبو الشيخ في قوله : سعيد بن جبير ومن يولهم يومئذ دبره قال : يعني يوم بدر خاصة منهزما : إلا متحرفا لقتال يعني مستطردا يريد الكرة على المشركين : أو متحيزا إلى فئة يعني : أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة، فقد باء بغضب من الله يقول : استوجبوا سخطا من الله : ومأواه جهنم وبئس المصير فهذا يوم بدر خاصة كأن الله شدد على المسلمين يومئذ ليقطع دابر الكافرين وهو أول قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قال : الضحاك
[ ص: 68 ] المتحرف : المتقدم من أصحابه أن يرى عورة من العدو فيصيبها والمتحيز : الفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكذلك من فر اليوم إلى أميره وأصحابه قال : وإنما هذه وعيد من الله لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ألا يفروا وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم فئتهم .
وأخرج ، ابن جرير وابن المنذر عن وأبو الشيخ في قوله : عطاء بن أبي رباح ومن يولهم يومئذ دبره قال : هذه منسوخة بالآية التي في "الأنفال" : الآن خفف الله عنكم الآية [الأنفال : 66 ] .
وأخرج ابن جرير في ناسخه عن والنحاس قال : ابن عباس من الكبائر لأن الله قال : الفرار من الزحف ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال الآية .
وأخرج عن ابن أبي شيبة قال : الفرار من الزحف من الكبائر . ابن عمر
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن أبي حاتم قال : الفرار من الزحف من الكبائر . [ ص: 69 ] وأخرج علي بن أبي طالب ، سعيد بن منصور وابن سعد، وابن أبي شيبة ، وأحمد وعبد بن حميد في الأدب المفرد واللفظ له، والبخاري وأبو داود وحسنه، والترمذي ، وابن ماجه ، وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس ، وأبو الشيخ وابن مردويه في شعب الإيمان عن والبيهقي قال : ابن عمر إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة . كنا في غزاة فحاص الناس حيصة قلنا : كيف نلقى النبي صلى الله عليه وسلم وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟ فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فخرج فقال : من القوم؟ فقلنا : نحن الفرارون، فقال : لا بل أنتم العكارون، فقبلنا يده فقال : أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين . ثم قرأ :
وأخرج عن ابن مردويه أمامة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كنت أوضئ النبي صلى الله عليه وسلم أفرغ على يديه، إذ دخل عليه رجل فقال : يا رسول الله أريد اللحوق بأهلي فأوصني بوصية أحفظها عنك، قال : ولا تفر يوم الزحف [ ص: 70 ] فإنه من فر يوم الزحف فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير .
وأخرج الشافعي، عن وابن أبي شيبة قال : من فر من ثلاثة فلم يفر، ومن فر من اثنين فقد فر . ابن عباس
وأخرج في المتفق والمفترق عن الخطيب قال : ابن عمر لما نزلت هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار الآية، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاتلوا كما قال الله .
ولما نزلت هذه الآية : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء : 48] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا كما قال الله .
وأخرج عن أحمد عمرو بن العاصي . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعاذ من سبع موتات، موت الفجأة، ومن لدغ الحية، ومن السبع، ومن الغرق، ومن الحرق، ومن أن يخر على شيء أو يخر عليه شيء، ومن القتل عند فرار الزحف
وأخرج عن أحمد أبي اليسر . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء [ ص: 71 ] الكلمات السبع يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغم والغرق والحرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا، وأعوذ بك أن أموت لديغا
وأخرج ابن سعد وأبو داود والترمذي في الأسماء والصفات عن والبيهقي بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه، عن جده أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : . من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف
وأخرج ابن أبي شيبة وصححه، عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود . من قال : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف
[ ص: 72 ] وأخرج عن ابن أبي شيبة مثله موقوفا وله حكم الرفع . معاذ بن جبل