قوله تعالى : ما كان لنبي أن يكون له أسرى . الآيات . أخرج وصححه عن الحاكم ، أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : ( أن تكون له أسرى) .
وأخرج عن أحمد قال : أنس بدر فقال : إن الله قد أمكنكم منهم . فقام فقال : يا رسول الله، اضرب أعناقهم . فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أيها الناس، إن الله قد أمكنكم منهم، وإنما هم إخوانكم بالأمس . فقام عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله، اضرب أعناقهم . فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عاد فقال مثل ذلك، فقام عمر فقال : يا رسول الله، نرى أن تعفو عنهم، وأن تقبل منهم الفداء . فعفا عنهم، وقبل منهم الفداء، فأنزل الله : أبو بكر الصديق لولا كتاب من الله سبق الآية . استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في الأسارى يوم
وأخرج عن ابن مردويه في هذه الآية قال : أبي هريرة فقال : يا رسول الله، قد أعطاك الظفر ونصرك عليهم، ففادهم، فيكون عونا لأصحابك . واستشار أبا بكر فقال : يا رسول الله، اضرب أعناقهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحمكما الله، ما [ ص: 198 ] أشبهكما باثنين مضيا قبلكما : عمر نوح وإبراهيم؛ أما نوح فقال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وأما إبراهيم فإنه يقول : رب فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وفادى بهم . استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد وحسنه، والترمذي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في "الدلائل"، عن والبيهقي قال : ابن مسعود بدر جيء بالأسارى، وفيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ترون في هؤلاء الأسارى؟ فقال العباس، يا رسول الله، قومك وأهلك، استبقهم لعل الله أن يتوب عليهم . وقال أبو بكر : يا رسول الله، كذبوك وأخرجوك وقاتلوك، قدمهم فاضرب أعناقهم، وقال عمر : يا رسول الله، انظر واديا كثير الحطب فأضرمه عليهم نارا . فقال عبد الله بن رواحة : وهو يسمع ما يقول : قطعت رحمك . فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عليهم شيئا، فقال أناس : يأخذ بقول العباس ، وقال أناس : يأخذ بقول أبي بكر ، وقال أناس : يأخذ بقول عمر . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة، مثلك يا عبد الله بن رواحة مثل أبا بكر إبراهيم عليه السلام قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا مثل [ ص: 199 ] أبا بكر عيسى عليه السلام قال : إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ومثلك يا كمثل عمر نوح عليه السلام إذ قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ومثلك يا كمثل عمر موسى عليه السلام إذ قال : ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم أنتم عالة فلا ينفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق . فقال عبد الله : يا رسول الله، إلا فإني سمعته يذكر الإسلام . فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع علي الحجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلا سهيل ابن بيضاء . فأنزل الله تعالى : ( سهيل ابن بيضاء ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) . إلى آخر الآيتين . لما كان يوم
وأخرج ، الطبراني ، عن وابن مردويه قال : فضل ابن مسعود على الناس بأربع؛ بذكره الأسارى يوم بدر، فأمر بقتلهم، فأنزل الله : عمر لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم
وبذكره الحجاب؛ أمر نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت وإنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا . فأنزل الله : زينب : وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ودعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم : اللهم أيد الإسلام . ورأيه في بعمر كان أول الناس بايعه . [ ص: 200 ] وأخرج أبي بكر؛ عن ابن مردويه قال : ابن عباس أبا بكر في أسارى وعمر بدر، فقال يا رسول الله، استبق قومك وخذ الفداء . وقال أبو بكر : يا رسول الله، اقتلهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو اجتمعتما ما عصيتكما . فأنزل الله : عمر : ما كان لنبي أن يكون له أسرى الآية . استشار النبي صلى الله عليه وسلم
وأخرج وصححه، الحاكم ، وابن مردويه في "سننه"، عن والبيهقي قال : علي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأسارى يوم بدر : إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم . فكان آخر السبعين استشهد يوم اليمامة ثابت بن قيس، .
وأخرج في "المصنف"، عبد الرزاق ، عن وابن أبي شيبة أبي عبيدة قال : نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فقال : إن ربك يخبرك؛ إن شئت أن تقتل هؤلاء الأسارى، وإن شئت أن تفادي بهم ويقتل من أصحابك مثلهم . فاستشار أصحابه فقالوا : نفاديهم فنتقوى بهم، ويكرم الله بالشهادة من يشاء .
وأخرج عن ابن مردويه قال : ابن عمر بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ملكان من الملائكة أحدهما أحلى من الشهد، والآخر أمر من الصبر، ونبيان من الأنبياء أحدهما أحلى على قومه من الشهد، [ ص: 201 ] والآخر أمر على قومه من الصبر؛ فأما النبيان فنوح قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا وأما الآخر فإبراهيم إذ قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ؛ وأما الملكان فجبريل وميكائيل، هذا صاحب الشدة، وهذا صاحب اللين، ومثلهما في أمتي أبو بكر وعمر . لما استشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس في أسارى
وأخرج عن ابن مردويه ، ابن عباس لأبي بكر ألا أخبركما بمثلكما في الملائكة ومثلكما في الأنبياء؛ مثلك يا وعمر : في الملائكة مثل أبا بكر ميكائيل، ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء مثل إبراهيم قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ومثلك يا في الملائكة مثل عمر جبريل ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء الله، ومثلك في الأنبياء مثل نوح قال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وأخرج في "الحلية"، من طريق أبو نعيم عن مجاهد، ابن عمر، بدر استشار أشار أبا بكر، فقال : قومك وعشيرتك، فخل سبيلهم . فاستشار أبو بكر فقال : اقتلهم . ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : ( عمر ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) الآية . فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كاد أن يصيبنا في خلافك شر عمر . أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسر الأسارى يوم
[ ص: 202 ] وأخرج وصححه، الحاكم عن وابن مردويه قال : ابن عمر بدر أسر فيمن أسر، أسره رجل من العباس الأنصار وقد وعدته الأنصار أن يقتلوه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم أنم الليلة من أجل عمي وقد زعمت العباس الأنصار أنهم قاتلوه . فقال له فآتيهم؟ قال : نعم، فأتى عمر : عمر الأنصار، فقال لهم : أرسلوا . فقالوا : لا والله لا نرسله . فقال لهم العباس فإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضا . قالوا : فإن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم رضا فخذه . فأخذه عمر : فلما صار في يده قال له : يا عمر عباس، أسلم فوالله لأن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب، وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه إسلامك . قال : فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبا بكر عشيرتك فأرسلهم . فاستشار أبو بكر : فقال : اقتلهم . ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : ( عمر ما كان لنبي أن يكون له أسرى ) الآية . لما أسر الأسارى يوم
وأخرج عن ابن أبي شيبة ، سعيد بن جبير بدر صبرا إلا ثلاثة؛ عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وطعمة بن عدي، وكان النضر أسره المقداد . أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل يوم
وأخرج ، ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، من طريق وابن مردويه عن نافع، قال : ابن عمر بدر، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقال وعمر، فادهم . وقال أبو بكر : اقتلهم . قال قائل : أرادوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 203 ] وهدم الإسلام، ويأمره عمر : بالفداء! وقال قائل : لو كان فيهم أبو بكر أبو عمر أو أخوه ما أمره بقتلهم . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول ففاداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : أبي بكر، لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل العذاب ما أفلت إلا عمر . اختلف الناس في أسارى
وأخرج في "المصنف"، ابن أبي شيبة وصححه، والترمذي ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في "سننه"، من طريق والبيهقي عن أبي صالح، قال : أبي هريرة بدر تعجل الناس إلى الغنائم، فأصابوها قبل أن تحل لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الغنيمة لم تحل لأحد سود الرؤوس قبلكم، كان النبي وأصحابه إذا غنموا جمعوها ونزلت نار من السماء فأكلتها . فأنزل الله هذه الآية : لولا كتاب من الله سبق إلى آخر الآيتين . لما كان يوم
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه في قوله : أبي هريرة لولا كتاب من الله سبق قال : يقول لولا أنه سبق في علمي أني سأحل المغانم لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم . قال : وكان يقول : أعطاني الله هذه الآية : العباس بن عبد المطلب يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى وأعطاني [ ص: 204 ] مكان ما أخذ مني أربعين أوقية أربعين عبدا .
وأخرج إسحاق بن راهويه، ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "الأوسط"، والطبراني ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم يعني : غنائم بدر قبل أن يحلها لهم . يقول : لولا أني لا أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه لمسكم عذاب عظيم .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في "ناسخه"، والنحاس ، وابن مردويه ، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس ما كان لنبي أن يكون له أسرى قال : ذلك يوم بدر والمسلمون يومئذ قليل، فلما كثروا واشتد سلطانهم أنزل الله تعالى بعد هذا في الأسارى : فإما منا بعد وإما فداء فجعل الله النبي والمؤمنين في أمر الأسارى بالخيار؛ إن شاءوا قتلوهم، وإن شاءوا استعبدوهم، وإن شاءوا فادوهم، وفي قوله : لولا كتاب من الله سبق يعني في الكتاب الأول، إن المغانم والأسارى حلال لكم، لمسكم فيما أخذتم من الأسارى، عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا قال : وكان الله تعالى قد كتب في أم الكتاب : المغانم والأسارى حلال لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته، ولم يكن أحله لأمة قبلهم، وأخذوا المغانم وأسروا الأسارى قبل أن ينزل إليهم في ذلك . [ ص: 205 ] وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : ابن عباس حتى يثخن في الأرض يقول : حتى يظهر على الأرض .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم قال : الإثخان هو القتل . مجاهد
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن المنذر في قوله : ( مجاهد ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) . قال : نزلت الرخصة بعد؛ إن شئت فمن، وإن شئت ففاد .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : قتادة تريدون عرض الدنيا قال : أراد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر الفداء، ففادوهم بأربعة آلاف أربعة آلاف .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : عكرمة تريدون عرض الدنيا يعني الخراج .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم قال : ليس أحد يعمل عملا يريد به وجه الله، يأخذ عليه شيئا من عرض الدنيا إلا كان حظه منه . جابر بن زيد
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ قال : لو لم يكن لنا ذنوب نخاف على أنفسنا منها إلا حبنا للدنيا لخشينا على أنفسنا، إن الله يقول : الحسن تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة أريدوا ما أراد الله . [ ص: 206 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مجاهد لولا كتاب من الله سبق قال : سبق لهم المغفرة .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : سعيد بن جبير لولا كتاب من الله سبق قال : ما سبق لأهل بدر من السعادة، لمسكم فيما أخذتم قال : من الفداء : عذاب عظيم .
وأخرج النسائي، ، وابن المنذر ، عن وأبو الشيخ : ابن عباس لولا كتاب من الله سبق قال : سبقت لهم من الله الرحمة قبل أن يعملوا بالمعصية .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن وابن عساكر قال : كان خيثمة جالسا ذات يوم وعنده نفر من أصحابه إذ ذكر رجلا فنالوا منه، فقال : مهلا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنا أذنبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذنبا، فأنزل الله : سعد لولا كتاب من الله سبق فكنا نرى أنها رحمة من الله سبقت لنا .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : مجاهد لولا كتاب من الله سبق قال : ألا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه .
وأخرج مسلم، ، والترمذي ، وابن المنذر في "الدلائل"، والبيهقي ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة فضلت على الأنبياء [ ص: 207 ] بست؛ أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون .
وأخرج ، أحمد ، عن وابن المنذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر . أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي؛ بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد كان قبلي، ونصرت بالرعب، فيرعب العدو وهو مني مسيرة شهر، وقيل لي : سل تعطه . فاختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، وهي نائلة منكم إن شاء الله من لقي الله لا يشرك به شيئا
وأخرج عن ابن مردويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فقالوا : والله يا رسول الله، لا نأخذ لهم قليلا ولا كثيرا حتى نعلم أحلال هو أم حرام . فطيبه الله لهم، فأنزل الله تعالى : فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم
فلما أحل الله لهم فداهم وأموالهم، قال الأسارى : ما لنا عند الله من خير قد قتلنا وأسرنا . فأنزل الله يبشرهم : يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إلى قوله : والله عليم حكيم . لم تكن الغنائم تحل لأحد كان قبلنا، فطيبها الله لنا لما علم من ضعفنا . فأنزل الله، فيما سبق من كتابه، إحلال الغنائم :
[ ص: 208 ] وأخرج عن ابن مردويه قال : ابن عباس لمحمد صلى الله عليه وسلم، قد كان سبق من الله في قضائه أن المغنم له ولأمته حلال، فذلك قوله يوم بدر في أخذه الفداء من الأسارى : لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم . كانت الغنائم قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم في الأمم إذا أصابوا منه جعلوه للقربان، وحرم الله عليهم أن يأكلوا منها قليلا أو كثيرا، حرم ذلك على كل نبي وعلى أمته، فكانوا لا يأكلون منه ولا يغلون منه ولا يأخذون منه قليلا ولا كثيرا إلا عذبهم الله عليه، وكان الله حرمه عليهم تحريما شديدا، فلم يحله لنبي إلا
وأخرج في "المتفق والمفترق" عن الخطيب ، لما رغبوا في الفداء أنزلت : ابن عباس ما كان لنبي إلى قوله : لولا كتاب من الله سبق الآية . قال : سبق من الله رحمته لمن شهد بدرا، فتجاوز الله عنهم وأحلها لهم .