لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور
لكيلا تأسوا أي: أخبرناكم بذلك لئلا تحزنوا. على ما فاتكم من نعم الدنيا. ولا تفرحوا بما آتاكم أي: أعطاكم الله تعالى منها فإن من علم أن الكل مقدر يفوت ما قدر فواته ويأتي ما قدر إتيانه لا محالة لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت، وقرئ "بما أتاكم" من الإتيان، وفي القراءة الأولى إشعار بأن فوات النعم يلحقها إذا خليت وطباعها وأما حصولها وبقاؤها فلا بد لهما من سبب يوجدها ويبقيها، وقرئ "بما أوتيتم" والمراد به: نفي الأسى المانع عن التسليم لأمر الله تعالى والفرح الموجب للبطر والاختيال ولذلك عقب بقوله تعالى: والله لا يحب كل مختال فخور فإن من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت في نفسه اختال وافتخر بها لا محالة، وفي تخصيص التذييل بالنهي عن الفرح المذكور إيذان بأنه أقبح من الأسى.
[ ص: 212 ]