الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقوله تعالى : وعلى الذين يطيقونه قد اختلف في ضمير كنايته ، فقال قائلون : " هو عائد على الصوم " وقال آخرون : " إلى الفدية " . والأول أصح ؛ لأن مظهره قد تقدم والفدية لم يجر لها ذكر ، والضمير إنما يكون لمظهر متقدم . ومن جهة أخرى أن الفدية مؤنثة والضمير في الآية للمذكر في قوله : يطيقونه

وقد دل ذلك على بطلان قول المجبرة القائلين بأن الله يكلف عباده ما لا يطيقون ، وأنهم غير قادرين على الفعل قبل وقوعه ولا مطيقين له ؛ لأن الله قد نص على أنه مطيق له قبل أن يفعله بقوله : وعلى الذين يطيقونه فدية فوصفه بالإطاقة مع تركه للصوم والعدول عنه إلى الفدية ، ودلالة اللفظ قائمة على ذلك أيضا إذا كان الضمير هو الفدية ؛ لأنه جعله مطيقا لها وإن لم يفعلها وعدل إلى الصوم .

وقوله عز وجل : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان يدل على بطلان مذهب المجبرة في قولهم " إن الله لم يهد الكفار " ؛ لأنه قد أخبر في هذه الآية أن القرآن هدى لجميع المكلفين ، كما قال في آية أخرى : وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى

التالي السابق


الخدمات العلمية