هو دان الرباب إذكر هو الدين دراكا بغزوة وصيال ثم دانت بعد الرباب وكانت
كعذاب عقوبة الأقوال
تقول وقد درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني
وهذه الآية خاصة في المشركين دون أهل الكتاب ؛ لأن ابتداء الخطاب جرى بذكرهم [ ص: 325 ] في قوله عز وجل : واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم وذلك صفة مشركي أهل مكة الذين أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلم يدخل أهل الكتاب في هذا الحكم ؛ وهذا يدل على أن مشركي العرب لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، لقوله : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة يعني كفرا ويكون الدين لله ودين الله هو الإسلام ؛ لقوله : إن الدين عند الله الإسلام وقوله : فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين المعنى : فلا قتل إلا على الظالمين . يعني والله أعلم : القتل المبدوء بذكره في قوله : وقاتلوهم وسمى القتل الذي يستحقونه بكفرهم عدوانا ؛ لأنه جزاء الظلم فسمي باسمه ، كقوله تعالى : وجزاء سيئة سيئة مثلها وقوله : فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وإن لم يكن الجزاء اعتداء ولا سيئة .