قوله تعالى : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم إخبار بكفاية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أمر أعدائه ، فكفاه مع كثرة عددهم وحرصهم ، فوجد مخبره على ما أخبر به ، وهو نحو قوله تعالى : والله يعصمك من الناس فعصمه منهم وحرسه من غوائلهم وكيدهم وهو دلالة على صحة نبوته ؛ إذ غير جائز اتفاق وجود مخبره على ما أخبر به في جميع أحواله إلا وهو من عند الله تعالى عالم الغيب والشهادة ؛ إذ غير جائز وجود مخبر أخبار المتخرصين والكاذبين على حسب ما يخبرون ، بل أكثر أخبارهم كذب وزور يظهر بطلانه لسامعيه ، وإنما يتفق لهم ذلك في الشاذ النادر إن اتفق .