ولما هددهم بما مضى مما قام الدليل على قدرته عليه، وختمه - لوقوفهم مع المحسوسات - بما وقع لمن قبلهم، وكان الأمان عن مثل ذلك لا يكون إلا بشيء يوثق به، أمره أن يسألهم عن ذلك بقوله: قل من يكلؤكم أي يحفظكم ويؤخركم ويكثر رزقكم، وهو استفهام توبيخ.
ولما استوى بالنسبة إلى قدرته حذرهم وغفلتهم، قال: بالليل [ ص: 424 ] أي وأنتم نائمون. ولما كانت مدافعة عذابه سبحانه غير ممكنة لنائم ولا يقظان قال: والنهار [أي -] وأنتم مستيقظون. ولما كان لا منعم بكلاية ولا غيرها سواه سبحانه، ذكرهم بذلك بصفة الرحمة فقال: من الرحمن الذي لا نعمة بحراسة ولا غيرها إلا منه حتى أمنتم مكره ولو بقطع إحسانه، فكيف إذا ضربكم بسوط جبروته وسطوة قهره وعظموته.
ولما كان الجواب قطعا: ليس لهم من يكلؤهم منه وهو معنى الاستفهام الإنكاري، قال مضربا عنه: بل هم أي في أمنهم من سطواته عن ذكر ربهم الذي لا يحسن إليهم غيره معرضون فهم لا يذكرون أصلا فضلا عن أن يخشوا بأسه وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان.