ولما أتم سبحانه قصة لوط المناسبة لقصة الخليل عليهما السلام بحجارة الكبريت، ولقصة نوح عليه السلام بالماء الذي غمرت به قراه السبع، أتبع ذلك نوح عليه السلام الذي سخر له [من -] الماء ما لم يسخره [ ص: 452 ] لغيره لغمره جميع الأرض دانيها وقاصيها، واطيها وعاليها، فقال: قصة ونوحا إذ أي اذكره حين نادى أي دعا ربه أني مغلوب فانتصر و لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ونحوه من الدعاء.
ولما كان دعاؤه لم يستغرق الأزمنة الماضية، أثبت الجار فقال: من قبل أي من قبل لوط ومن تقدمه فاستجبنا أي أردنا الإجابة وأوجدناها بعظمتنا له في ذلك النداء; [ثم سبب عن ذلك قوله -]: فنجيناه [أي بعظمتنا تنجية عظيمة -] وأهله الذين أدام ثباتهم على الإسلام وصلتهم به من الكرب العظيم من الأذى والغرق; قال أبو حيان : والكرب: أقصى الغم، والأخذ بالنفس، وهو هنا الغرق، عبر عنه بأول أحوال ما يأخذ الغريق.