قال الله تعالى: أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين (19) الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون
وفي "صحيح " عن مسلم ، قال: كنت عند منبر النبي [ ص: 495 ] - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج . وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام، إلا أن أعمر النعمان بن بشير المسجد الحرام . وقال آخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم ، وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوم الجمعة -، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه، فأنزل الله عز وجل: عمر أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر إلى آخر الآية . فهذا الحديث الذي فيه ذكر سبب نزول هذه الآية يبين أن المراد وأن الآية تدل على أن أفضل ذلك الجهاد مع الإيمان . فدل على أن التطوع بالجهاد أفضل من التطوع بعمارة أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى من أعمال النوافل والتطوع . المسجد الحرام وسقاية الحاج . وعلى مثل هذا يحمل حديث - رضي الله عنه - . أبي هريرة