وقوله - عز وجل -: مثل الجنة التي وعد المتقون ؛ قال : المعنى: "فيما يقص عليكم مثل الجنة"؛ أو: "مثل الجنة فيما يقص عليكم"؛ فرفعه عنده على الابتداء؛ وقال غيره: "مثل الجنة التي وعد المتقون"؛ مرفوع على الابتداء؛ وخبره سيبويه تجري من تحتها الأنهار ؛ كما تقول: [ ص: 150 ] "صفة فلان أسمر"؛ كقولك: "فلان أسمر"؛ وقالوا: معناها: "صفة الجنة التي وعد المتقون"؛ وكلا القولين حسن؛ جميل؛ والذي عندي - والله أعلم - أن الله - عز وجل - عرفنا أمور الجنة التي لم نرها؛ ولم نشاهدها؛ بما شاهدناه من أمور الدنيا؛ وعايناه؛ فالمعنى: "مثل الجنة التي وعد المتقون جنة تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها".