وقوله: قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ؛ إن شئت حركت الياء؛ وإن شئت أسكنتها؛: و"يقيموا"؛ جزم على جواب الأمر؛ وفيه غير وجه؛ أجودها أن يكون مبنيا؛ لأنه في موضع الأمر؛ وجائز أن يكون مجزوما؛ بمعنى اللام؛ إلا أنها أسقطت؛ لأن الأمر قد دل على الغائب بـ "قل"؛ تقول: "قل لزيد: ليضرب عمرا"؛ وإن شئت قلت: "قل لزيد [ ص: 163 ] يضرب عمرا"؛ ولا يجوز "قل يضرب زيد عمرا"؛ ههنا بالجزم؛ حتى تقول: "ليضرب"؛ لأن لام الغائب ليس ههنا منها عوض إذا حذفتها.
وفيها وجه ثالث؛ على جواب الأمر؛ على معنى: "قل لعبادي الذين آمنوا: أقيموا الصلاة؛ يقيموا الصلاة"؛ لأنهم إذا آمنوا وصدقوا؛ فإن تصديقهم بقبولهم أمر الله - عز وجل. وقوله: من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ؛ إن شئت رفعت البيع؛ والخلال؛ جميعا؛ وإن شئت نصبتهما جميعا؛ بغير تنوين؛ وإن شئت نصبت أحدهما؛ ورفعت الآخر؛ فالنصب على النفي بـ "لا"؛ وقد شرحنا ذلك فيما سلف من الكتاب؛ و"الخلال"؛ و"الخلة"؛ في معنى: "الصداقة".