فالجواب في ذلك أنهم كانوا يقرون أن الله - جل ثناؤه - خالقهم؛ وينكرون أن الله يعيدهم خلقا آخر؛ فقيل لهم: استشعروا أنكم لو خلقتم من حجارة؛ أو حديد؛ لأماتكم الله؛ ثم أحياكم؛ لأن القدرة التي بها أنشأكم - وأنتم مقرون أنه أنشأكم بتلك القدرة - بها يعيدكم؛ ولو كنتم حجارة؛ أو حديدا؛ أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم.
وقوله: فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ؛ أي: فسيحركون رؤوسهم تحريك من يبطل الشيء ويستبطئه؛ ويقولون متى هو ؛ [ ص: 245 ] يقال: "أنغضت رأسي - إذا حركته -؛ أنغضه؛ إنغاضا"؛ و"نغضت السن؛ تنغض نغضا"؛ و"نغض برأسه؛ ينغض؛ نغضا"؛ إذا حركه؛ قال : العجاج
أسك نغضا لا يني مستهدجا