وقوله: وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ؛ جاء في التفسير: "أحاط بهم": أي: كلهم في قبضته؛ وعن : "أحاط بالناس": أي: حال بينهم وبين أن يقتلوك؛ أو يغلبوك؛ كما قال - عز وجل -: الحسن والله يعصمك من الناس
[ ص: 248 ] وقوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ؛ جاء في التفسير أنها رؤيا بيت المقدس ؛ حين أسري به؛ وذلك أنه ارتد بعضهم حين أعلمهم قصة الإسراء به؛ وازداد المؤمنون المخلصون إيمانا؛ وجاء في التفسير أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى في منامه قوما يرقون المنابر؛ فساءه ذلك؛ فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أنه عطاء في الدنيا .
والشجرة الملعونة في القرآن ؛ قيل في التفسير: "الملعون أكلها"؛ وهي شجرة الزقوم التي ذكرها الله في القرآن؛ فقال: إن شجرت الزقوم طعام الأثيم ؛ وقال: فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون ؛ وقال: إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ؛ فافتتن بها المشركون؛ فقال أبو جهل : ما نعرف الزقوم إلا أكل التمر بالزبد؛ فتزقموا.
وقال بعض المشركين: النار تأكل الشجر؛ فكيف ينبت فيها الشجر؟! فلذلك قال - جل ثناؤه - وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ؛ فإن قال قائل: ليس في القرآن ذكر لعنها؛ فالجواب في ذلك: لعن الكفار وهم آكلوها؛ وجواب آخر أيضا؛ أن العرب تقول لكل طعام مكروه وضار: "ملعون".