وقوله: ولقد كرمنا بني آدم ؛ تأويله أن الله - جل ثناؤه - فضلهم بالتمييز؛ وبأن سخر لهم ما في السماوات والأرض؛ وبحملهم في البر والبحر؛ وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ؛ قال: "على كثير"؛ ولم يقل: "على كل من خلقنا"؛ لأن الله - جل وعلا - فضل الملائكة؛ فقال: ولا الملائكة المقربون ؛ ولكن ابن آدم مفضل على سائر الحيوان؛ الذي لا يعقل ؛ ولا يميز.
وجاء في التفسير أن فضيلة ابن آدم أنه يمشي قائما؛ وأن الدواب؛ والإبل؛ والحمير؛ وما أشبهها تمشي منكبة؛ وأن ابن آدم يتناول الطعام بيديه؛ ويرفعه إلى فيه؛ وأن سائر الحيوان يتناول ذلك بفيه؛ وهذا الذي في التفسير هو بعض ما فضل به ابن آدم؛ وفضله فيما أعطي من التمييز؛ ورزق من الطيبات؛ وبصر من الهدى؛ مع ما لا يحصى من النعم عليه؛ كثير جدا.