وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ؛ "تقرضهم"؛ بكسر الراء؛ و"تقرضهم"؛ بضم الراء؛ والكسر القراءة عليه؛ وتأويله: "تعدل عنهم؛ وتتركهم"؛ قال : ذو الرمة
إلى ظعن يقرضن أقواز مشرف شمالا وعن أيمانهن الفوارس
"يقرضن": يتركن؛ وأصل "القرض": القطع؛ والتفرقة بين الأشياء؛ ومن هذا قولك: "أقرضني درهما"؛ تأويله: "اقطع لي من مالك درهما".
وقوله: وهم في فجوة منه ؛ أي: في متسع منه؛ ذلك من آيات الله ؛ قيل: إن باب الكهف كان بإزاء بنات نعش؛ فلذلك لم تكن الشمس [ ص: 274 ] تطلع عليهم؛ وهذا التفسير ليس ببين؛ إنما جعل الله فيهم هذه الآية لأن الشمس لا تقربهم في مطلعها؛ ولا عند غروبها.
وقوله: ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ؛ أكثر اللغة: "فهو المهتدي"؛ بإثبات الياء؛ وفي المصحف في هذا الموضع بغير ياء؛ وهذا في هذا الموضع كالذي في "الأعراف"؛ فهذا هو الوجه؛ وهو في "الأعراف"؛ بالياء؛ وفي "الكهف"؛ بغير ياء؛ وحذف الياء جائز في الأسماء خاصة؛ ولا يجوز في الأفعال؛ لأن حذف الياء في الفعل دليل الجزم؛ وحذف الياء في الأسماء واقع إذا لم يكن مع الاسم الألف واللام؛ نحو: "مهتد"؛ و"مقتد"؛ فأدخلت الألف واللام؛ وترك الحذف على ما كان عليه؛ ودلت الكسرة على الياء المحذوفة.