وقوله: أبصر به وأسمع ؛ [ ص: 280 ] أجمعت العلماء أن معناه: "ما أسمعه وأبصره!"؛ أي: هو عالم بقصة أصحاب الكهف؛ وغيرهم.
وقوله: ولا يشرك في حكمه أحدا ؛ قرئت: "ولا تشرك"؛ على النهي؛ والآية - والله أعلم - تدل على أحد معنيين؛ أحدهما أنه أجرى ذكر علمه؛ وقدرته؛ فأعلم - عز وجل - أنه لا يشرك في حكمه مما يخبر به من الغيب أحدا؛ كما قال: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ؛ وكذلك إذا قرئت: "ولا تشرك - بالتاء - في حكمه أحدا"؛ أي: لا تنسبن أحدا إلى علم الغيب؛ ويكون - والله أعلم - وهو جيد بالغ - على معنى أنه لا يجوز أن يحكم حاكم إلا بما حكم الله؛ أو بما يدل عليه حكم الله؛ وليس لأحد أن يحكم من ذات نفسه؛ فيكون شريكا لله في حكمه؛ يأمر بحكم كما أمر الله - عز وجل.