وقوله: قد بلغت من لدني عذرا ؛ ويقرأ: "من لدني"؛ بتخفيف النون؛ لأن أصل "لدن"؛ الإسكان؛ فإذا أضفتها إلى نفسك زدت نونا؛ ليعلم سكون النون الأولى؛ تقول: "من لدن زيد"؛ فتسكن النون؛ ثم تضيف إلى نفسك؛ فتقول: "من لدني"؛ كما تقول: "عن زيد وعني"؛ ومن قال: "من لدني"؛ لم يجز أن يقول: "عني"؛ و"مني"؛ بحذف النون؛ لأن "لدن"؛ اسم غير متمكن؛ و"من"؛ و"عن"؛ حرفان؛ جاءا لمعنى؛ و"لدن"؛ مع ذلك؛ أثقل من "من"؛ و"في"؛ والدليل على أن الأسماء يجوز فيها حذف النون قولهم: "قدني"؛ في [ ص: 304 ] معنى "حسبي"؛ ويقولون: "قد زيد"؛ فيدخلون النون لما ذكرناه؛ إذا أضيفت؛ ويجوز "قدي"؛ بحذف النون؛ لأن "قد"؛ اسم غير متمكن؛ قال الشاعر - فجاء باللغتين -:
قدني من نصر الخبيبين قدي
فأما إسكانهم دال "لدن"؛ فأسكنوها كما يقولون في "عضد": "عضد"؛ فيحذفون الصفة.