وقوله - عز وجل -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30539_32016nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74أحسن أثاثا ورئيا ؛ فيها أربعة أوجه: "رئيا"؛ بهمزة قبل الياء؛ والراء غير معجمة؛ "وريا"؛ بتشديد؛ بياء مشددة؛ "وزيا"؛ بالزاي معجمة؛ وقد قرئ بهذه الثلاثة الأوجه؛ ويجوز وجه رابع لم يقرأ به: بياء وبعدها همزة: "وريئا"؛ فأما "رئيا"؛ بهمزة قبل الياء؛ فالمعنى فيه: "هم أحسن أثاثا - أي: متاعا - ورئيا - منظرا"؛ من "رأيت"؛ ومن قرأ بغير همز فله تفسيران؛ على معنى الأول بطرح الهمزة؛ وعلى معنى أن منظرهم مرتو من النعمة؛ كأن النعيم بين فيهم؛ ومن قرأ: "زيا"؛ فمعناه أن زيهم حسن؛ يعني هيئتهم؛ قال الشاعر:
أشاقتك الظعائن يوم بانوا بذي الرئي الجميل من الأثاث
ونصب "أحسن أثاثا وزيا"؛ على نية التفسير؛ المعنى: "وكم أهلكنا قبلهم من
[ ص: 343 ] قرن هم أحسن أثاثا منهم؛ وأحسن زيا منهم"؛ ومن قرأ: "ريئا"؛ فهو بمعنى "رئيا"؛ مقلوب؛ لأن من
العرب من يقول: "قد راءني زيد"؛ وتقول: "قد رآني"؛ في هذا المعنى قال الشاعر - كثير -:
وكل خليل راءني فهو قائل من اجلك هذا هامة اليوم أو غد
وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ -:
nindex.php?page=treesubj&link=28908_30539_32016nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ؛ فِيهَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ: "رِئْيًا"؛ بِهَمْزَةٍ قَبْلَ الْيَاءِ؛ وَالرَّاءُ غَيْرُ مُعْجَمَةٍ؛ "وَرِيًّا"؛ بِتَشْدِيدٍ؛ بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ؛ "وَزِيًّا"؛ بِالزَّايِ مُعْجَمَةً؛ وَقَدْ قُرِئَ بِهَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْأَوْجَهِ؛ وَيَجُوزُ وَجْهٌ رَابِعٌ لَمْ يُقْرَأْ بِهِ: بِيَاءٍ وَبَعْدَهَا هَمْزَةٌ: "وَرِيئًا"؛ فَأَمَّا "رِئْيًا"؛ بِهَمْزَةٍ قَبْلَ الْيَاءِ؛ فَالْمَعْنَى فِيهِ: "هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا - أَيْ: مَتَاعًا - وَرِئْيًا - مَنْظَرًا"؛ مِنْ "رَأَيْتُ"؛ وَمَنْ قَرَأَ بِغَيْرِ هَمْزٍ فَلَهُ تَفْسِيرَانِ؛ عَلَى مَعْنَى الْأَوَّلِ بِطَرْحِ الْهَمْزَةِ؛ وَعَلَى مَعْنَى أَنَّ مَنْظَرَهُمْ مُرْتَوٍ مِنَ النِّعْمَةِ؛ كَأَنَّ النَّعِيمَ بَيِّنٌ فِيهِمْ؛ وَمَنْ قَرَأَ: "زِيًّا"؛ فَمَعْنَاهُ أَنَّ زِيَّهُمْ حَسَنٌ؛ يَعْنِي هَيْئَتَهُمْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَشَاقَتْكَ الظَّعَائِنُ يَوْمَ بَانُوا بِذِي الرِّئْيِ الْجَمِيلِ مِنَ الْأَثَاثِ
وَنُصِبَ "أَحْسَنُ أَثَاثًا وَزِيًّا"؛ عَلَى نِيَّةِ التَّفْسِيرِ؛ الْمَعْنَى: "وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ
[ ص: 343 ] قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا مِنْهُمْ؛ وَأَحْسَنُ زِيًّا مِنْهُمْ"؛ وَمَنْ قَرَأَ: "رِيئًا"؛ فَهُوَ بِمَعْنَى "رِئْيًا"؛ مَقْلُوبٌ؛ لِأَنَّ مِنَ
الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ: "قَدْ رَاءَنِي زَيْدٌ"؛ وَتَقُولُ: "قَدْ رَآنِي"؛ فِي هَذَا الْمَعْنَى قَالَ الشَّاعِرُ - كُثَيِّرٌ -:
وَكُلُّ خَلِيلٍ رَاءَنِي فَهْوَ قَائِلٌ مِنَ اجْلِكَ هَذَا هَامَةُ الْيَوْمِ أَوْ غَدِ