وقوله - عز وجل -: وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ؛ قرئت: "حرم"؛ و"حرام"؛ هاتان أكثر القراءة؛ وقد قرئت: "حرم على قرية"؛ و"حرم على قرية"؛ وجاء في التفسير: "حرم"؛ في معنى "حتم"؛ وجاء أيضا عن أنه قال: "حتم عليهم ألا يرجعوا إلى دنياهم"؛ وجاء عنه. ابن عباس
وعن أنهم لا يرجعون إلى توبة؛ وعند أهل اللغة: "حرم"؛ و"حرام"؛ في معنى واحد؛ مثل: "حل"؛ و"حلال"؛ وظاهر "حرام عليهم أنهم لا يرجعون"؛ يحتاج إلى أن يبين؛ ولا أعلم أحدا من أهل اللغة؛ ولا من أهل التفسير بينه؛ [ ص: 405 ] وهو - والله أعلم - أنه لما قال: قتادة فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ؛ أعلمنا أن الله - عز وجل - قد حرم قبول أعمال الكافرين؛ وبين ذلك بقوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم ؛ فالمعنى: "حرام على قرية أهلكناها أن نتقبل منهم عملا؛ لأنهم لا يرجعون"؛ أي: "لا يتوبون"؛ و"حرم"؛ و"حرم"؛ في معنى "حرام"؛ إلا أن "حرام"؛ اسم؛ و"حرم"؛ و"حرم"؛ فعل.