[ ص: 229 ] باب
الهمز المتحرك
أجمع نقاط أهل المصرين وتابعيهم على جعل ، وهو جبهتها ويسارها ، وعلى جعل المقصورة قبل الألف ، وهو قفاها ويمينها . الهمزة المفتوحة الممدودة بعد الألف
فالممدودة نحو : " ءامن " ، و " ءامنوا " ، و " ءادم " ، و " ءازر " ، و " ءاخر " ، و " ءاخرون " ، و " ءاتوهم " ، و " ما ءاتوا " ، و " ءاتاكم " وشبهه .
والمقصورة نحو : أفأمن ، و أفأمنوا ، و فأتاهم الله ، و بما أتوا ، و أمر ، و أخذ ، و أتى ، وشبهه . وكذا : [ ص: 230 ] أتتخذنا ، و أتهلكنا ، و " ءأنذرتهم " ، و " ءأنتم أعلم " على مذهب من حقق الهمزتين .
قال ابن مجاهد : الممدود من الهمز تطرح النقطة فيه على يسار الألف ، وهو وجهها ، كقوله : " ولو ءامن " . والمقصور تطرح النقطة فيه على يمين الألف ، كقوله : أم أمنتم .
قال : وإذا كانت الهمزة ممدودة في آخر حرف مثل : والسماء بناء ، وما أشبه ذلك طرحت الهمزة على يسار الألف غير مقيدة . والنقطة الثانية العليا التي في بناء هي التنوين ، والأولى هي الهمزة . واستغنت بطرحك إياها في أعلى الألف عن النصب ، إذ كان الرفع قدام الألف ، قريبا من أسفلها ، مثل : وغيض الماء . والمخفوض في أسفلها مثل : يعصمني من الماء . فنابت النقطة عن الإعراب والهمزة جميعا .
وقال عبد الرحمن بن إسحاق النحوي : كل ألف استفهام ، أو ألف غير ممدودة مفتوحة ، فالنقطة في قفاها .
وقال : النقطة في المقصورة على يمين الألف في البياض . ليس على الألف إلا على قدر ما يخالطها على قفاها في البياض . ابن أشته
قال : والهمزة مع الواو تقاس بالعين ، فإذا صارت العين خلف الواو نحو : [ ص: 231 ] يئوسا ، و رءوس ، و " يستهزءون " ، و " قل استهزءوا " ، و كما تبرءوا ، و مبرءون فالنقطة في قفا الواو . وإن كانت الهمزة هي العين ، نحو : تؤزهم ، و يكلؤكم فالنقطة في صدر الواو . ومن مد رءوف فالنقطة في قفا الواو . ومن قصره فالنقطة في صدر الواو .
قال : وأما جزاء ، و سواء فعلى المد نقطتان في صدر الألف .
* * *
وإذا جاءت مع التنوين همزة في حرف فعليه ثلاث نقطات : نقطة للهمزة ، ونقطتان للتنوين ، إذا كان جرا أو رفعا أو نصبا . وإذا لم تكن معه همزة فنقطتان ، نحو قوله : خزي ، و ولي ، و لقوي .
[ ص: 232 ] قال : أما قوله : " نبؤا عظيم " ، و " إن امرؤا هلك " فتحتاج إلى ثلاث نقطات : واحدة للهمزة ، وواحدة للحركة ، وواحدة للتنوين . وكذلك كل حرف فيه همزة متحركة وتنوين .
قال : و "علمؤا"، و "العلمؤا" ، و "الضعفؤا"، و "شركؤا" ، و "شفعؤا"، و "ينبؤا" ، ونظائرها مما كتب بالواو والألف ، فالنقطة في صدر الواو . وكذلك ينقط " لتنوأ بالعصبة " ، و " يبدؤا الخلق " ، و " يدرؤا عنها " .
* * *
وقال : قوله تعالى : ابن المنادي أشداء على الكفار تطرح في قفا الألف نقطة ، تجعلها في ثلثي قامة الألف ، وإن شئت في نصفها ، وإن شئت قريبا من طرفها . كل ذلك في القفا . ولا تجعلها دون النصف البتة ، فتدل على أنها مقصورة مفتوحة . وتطرح تحت الشين نقطة للكسرة ، وفوق الدال نقطة للفتحة المشددة . وبعضهم يجعل هذه النقطة للفتحة المشددة ، وبعضهم يجعلها دليلا على المد الذي يقيد بنقطتين ، مثل قوله : رحماء بينهم .
[ ص: 233 ] وآخرون يذكرون أن المقيد لا يكون إلا في كلمة همزتها مفتوحة مقيدة . وعلى هذا القول العمل ، وأكثر النقاط عليه . وتطرح نقطة قدام الألف للمدة المرفوعة . وينبغي أن تطرحها في نصف الألف . فإن ذلك أصوب وأحسن ما جعله النقاط في هذه الألف المرفوعة الممدودة . وتكون النقطة فوق الحاء للفتحة .
" إن أولياءه " النقطة مكان الواو .
سوء الحساب ، و سوء عمله النقطة الأولى لضم السين ، والثانية للرفعة .
" من وراءي حجاب " النقطة في أسفل الألف ، منتحية عن أسفلها عن يمين الياء قليلا .
سواء السبيل ، وراء ظهورهم ، لقاءنا النقطة في هذا النحو بعد الألف ، على جبهتها ، عالية قليلا عن يسارها ، غير شاخصة من بدن الألف .
قال : وفي المصحف العتيق : " إلى أوليئهم " بنقطة فوق الياء للفتحة ، [ ص: 234 ] ونقطة بين الياء والهاء ، ليدل ذلك على الخفضة ، ونقطة تحت الهاء للكسرة .
أبناءنا وأبناءكم ، و أشياءهم ، و فأجاءها ، و فقراء النقطة منتحية عن رأس الألف في جبهتها .
في إيمانها ، و إيمانا ، و إي وربي النقطة مزالة عن أسفل الألف إلى قرب الياء .
" ءالئن وقد عصيت " ، كتب بغير ألف بعد اللام ، فحكم نقطه أن تطرح على الألف الأولى في جبهتها نقطة متطرفة ، ليدل ذلك على المدة المنصوبة . وتطرح بين اللام والنون نقطة أخرى عالية تحاذي طرف اللام ، ليدل ذلك على أنها منصوبة ممدودة . وإن شئت فاطرح على فتحة النون نقطة .
* * *
مذءوما النقطة في قفا الواو ، بين الذال والواو . وكذلك : ولا يئوده ، و برءوسكم ، و فادرءوا ، و " يدرءون " ، و " هم بدءوكم " .
[ ص: 235 ] وكتب " ليسوا وجوهكم " بواو بعدها ألف . فقال بعض النقاط : انقط الفتحة نقطة بين الواو والألف ، إذا كانت القراءة مفتوحة ، وأعلها شيئا للنصبة ؛ لأن وزنها " يسوع " ، فالهمزة بعد الواو الساكنة . فليس على الألف منها شيء ؛ لأنها في القراءة ليست من الحروف . ونظير ذلك : " أن تبوأ " . وأما اليزيدي - فيما ذكر أبو عبد الرحمن عنه - ، فقال في هذه النقطة : إنها تقع على الألف ، وأخرى قبلها .
وقال : " ليسئوا وجوهكم " النقطة في قفا الواو ، فيمن قرأها على الجمع ؛ لأن القياس : " ليسوعوا " . فالعين في موضع الهمزة . ومن قرأها على الواحد " ليسؤا " فالنقطة على رأس الواو ؛ لأن القياس " ليسوع " . فالعين في موضع الهمزة . ابن أشته
قال أبو عمر : وقوله : "في رأس الواو" خطأ ؛ لأن العين بعدها ، وهي موضع الهمزة .
وقال في موضع آخر : أهل صنعاء يوقعون النقطة قدام الواو التي بقيت في السواد . وأهل البصرة والكوفة يضمون العين .
قال : " الموءدة " نقطتها بين الواو والدال ؛ لأن الهمزة [ ص: 236 ] موضعها الواو الثانية ، والأولى فاء الفعل . وقال ابن المنادي : " الموءدة " أصلها واوان ، فذهبت الواو الأخيرة ، وبقيت الهمزة في موضع الواو التي ذهبت . فهذه التي بقيت في السواد هي ساكنة . والهمزة قدامها ، معتزلة منها ، على البياض ؛ لأنها في الوزن " الموعودة " . فأما أهل ابن أشته البصرة وأهل الكوفة فإنهم يوقعون النقطة في قفا الواو التي في السواد . وأما أهل صنعاء فإنهم يوقعون النقطة في موضع العين التي في الوزن .
قال ، عن ابن المنادي عبيد الله بن محمد ، عن أبي عبد الرحمن بن اليزيدي : إن بشار بن أيوب البصري الناقط كان ينقط "برءأ"، فيطرح نقطة قبل الألف ، وأخرى على الألف مرفوعة من قدامها . قال أبو عبد الرحمن : وهذا خلاف الذي عليه العمل في المصاحف العتق ؛ لأنها منقوطة على خلاف المذكور عن بشار . قال : لم يقع في شيء من المصاحف : " برءؤا " بغير واو . أبو عمرو
وقال : من كتب " برءؤا " يعني بواو وألف ، فإن النقطة قدام الباء ، ونقطة في قفا الواو ، معتزلة منها ، وهي على البياض ، على موضع الألف التي ذهبت ، وبقيت الهمزة قبل الألف التي ذهبت . ونقطة على صدر الواو ، بعضها في السواد وبعضها على البياض . لأن الواو هي الإعراب ، وهي الهمزة المضمومة . ومن كتب "برأؤ" يعني بألف وواو ، فإن نقطها أيضا ثلاث نقطات : نقطة منها على ضمة الباء ، ونقطة على جبين الألف ، ونقطة على صدر الواو . والجبين قدام الألف . وإنما جاءت هذه النقطة قدام الألف ، لا على طرفها ؛ لأنها ممدودة الألف . ابن أشته