الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ولو نهق نهيق الحمار أو صهل كالفرس أو حاكى شيئا من الحيوان من الطير ولم يظهر من ذلك حرف مفهم أو حرفان لم تبطل ، وإلا بطلت ، أفتى به البلقيني ، وهو ظاهره ، ومحل جميع ذلك ما لم يقصد بما فعله لعبا أخذا مما مر ، وخرج بالأصابع تحريك اليد فيبطلها إن كان ثلاثا متواليا إلا أن يكون به جرب لا يقدر معه على عدم الحك ، ويؤخذ منه أنه لو ابتلي بحركة اضطرارية ينشأ عنها عمل كثير سومح به ، وذهاب اليد وعودها : أي على التوالي مرة واحدة فيما يظهر ، وكذا رفعها ثم وضعها على محل الحك ، والأولى في حقه التحرز عن الأفعال القليلة المتوالية ، ويستحب الفعل القليل لقتل نحو عقرب ، ويكره لغير ذلك ; ولو فتح كتابا وفهم ما فيه أو قرأ في مصحف ، وإن قلب أوراقه أحيانا لم تبطل ; لأن ذلك يسير وغير متوال ولا يشعر بالإعراض ، ومقابل الأصح أنها تبطل بذلك ; لأنها أفعال كثيرة متوالية فأشبهت الخطوات .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : من الطير ) حال من الحيوان ( قوله : أفتى به البلقيني ) لا يخفى إشكال ما أفتى به بالنسبة لصوت طال واشتد ارتفاعه واعوجاجه فإنه يحتمل البطلان حينئذ . ا هـ سم على حج . ( قوله : إلا أن يكون به جرب ) قد يشكل هذا المفروض مع الكثرة والتوالي بالبطلان في سعال المغلوب إذا كثر وتوالى كما تقدم ، إلا أن يقال الفعل أوسع من اللفظ ، أو يقال إنما نظير ما هنا المبتلى بالسعال المار كما يشير إليه كلامه ، وقدمنا هناك استواء ما هنا وما هناك في أنه إذا كان له حال يخلو منها عن ذلك مدة تسع الصلاة قبل خروج الوقت أنه ينبغي وجوب انتظارها . ا هـ سم على حج .

                                                                                                                            وقوله : استواء ما هنا وما هناك : أي بأن يحمل هذا على ما إذا صار علة مزمنة وذاك على ما إذا لم يصرفهما سواء . ا هـ سم على العباب ( قوله : سومح به ) أي حيث لم يخل منه زمنا يسع الصلاة قياسا على ما تقدم في السعال ( قوله : التحرز عن الأفعال القليلة ) وكذا الكثيرة المتوالية إذا كانت خفيفة . وعبارة سم على حج نصها : قوله : نحو الحركات إلخ ، قال في الروض : والأولى تركه : أي ترك ما ذكر من الفعلات الخفيفة ، قال في شرحه قال في المجموع : ولا يقال مكروه لكن جزم في التحقيق بكراهته ، وهو غريب . ا هـ .

                                                                                                                            أقول : لعل المراد أنه غريب نقلا ، وإلا فالكراهة فيه هي القياس خروجا من خلاف مقابل الأصح .




                                                                                                                            الخدمات العلمية