الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( والأعمى والبصير ) في الإمامة ( سواء ) ( على النص ) لتعارض فضيلتهما ; لأن الأعمى لا ينظر ما يشغله فهو أخشع ، والبصير ينظر الخبث فهو أحفظ لتجنبه . ومعلوم أن في الكلام حالة استوائهما في سائر الصفات ، وإلا فالمقدم من ترجح بصفة من الصفات الآتية ، ويؤيد ذلك قول الماوردي : الحر الأعمى أولى من العبد البصير .

                                                                                                                            ومثله فيما ذكر السميع مع الأصم والفحل مع الخصي والمجبوب والأب مع ولده والقروي مع البدوي . وقيل الأعمى أولى مراعاة للمعنى الأول ، وقيل البصير أولى مراعاة للمعنى الثاني . ونقل ابن كج عن النص بصيغة ، قيل واستظهره الأذرعي : أن الأعمى لو كان مبتذلا لا يصون نفسه عن المستقذرات كأن لبس ثياب البذلة فالبصير أولى منه ، وتبعه ابن المقري على ذلك .

                                                                                                                            ورده الشيخ بأنه لا حاجة إليه بل ذكره يوهم خلاف المراد ; لأنه معلوم مما يأتي في نظافة الثوب والبدن . ولا يختص ذلك بالأعمى بل لو تبذل البصير كان الأعمى أولى منه .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : ومثله فيما ذكر السميع ) أي من الاستواء ( قوله : للمعنى الأول ) هو قوله : لأن الأعمى لا ينظر ما يشغله وقوله للمعنى الثاني هو قوله : لتجنبه .




                                                                                                                            الخدمات العلمية