وَصَحِّحْ الْمَفْعُولَ مِنْ نَحْوِ عَدَا وَاعْلُلْهُ إنْ لَمْ تَتَحَرَّ الْأَجْوَدَا
وَيُرْوَى بِالْوَجْهَيْنِ قَوْلُ الشَّاعِرِأَنَا اللَّيْثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وَعَادِيًا
وَالثَّانِي هُوَ الْجَارِي عَلَى أَلْسِنَةِ الْفُقَهَاءِ ( قَوْلُهُ : مَا زَادَ وَعَزَّ نَقْلُهُ ) أَيْ وَمَا زَادَ عَلَى مَا فِي الدُّرَرِ وَالْغُرَرِ وَعَزَّ نَقْلُهُ فِي الْكُتُبِ الْمُتَدَاوَلَةِ عَزَوْته لِقَائِلِهِ . وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ : وَمَا زَادَ عَنْ نَقْلِهِ ، أَيْ وَمَا زَادَ عَنْ الْمَنْقُولِ فِي الدُّرَرِ وَالْغُرَرِ ، فَعَنْ بِمَعْنَى عَلَى وَالْمَصْدَرُ بِمَعْنَى اسْمِ الْمَفْعُولِ ( قَوْلُهُ : وَمَا ) أَيْ قَصْدًا لِلِاخْتِصَارِ عِلَّةٌ لِقَوْلِهِ لَمْ أَعْزُهُ ، وَفِيهِ إشَارَةٌ إلَى كَثْرَةِ نَقْلِهِ عَنْ الدُّرَرِ وَمُتَابَعَتِهِ لَهُ كَعَادَةِ الْمُصَنِّفِ فِي مَتْنِهِ وَشَرْحِهِ ، وَهُوَ بِذَلِكَ حَقِيقٌ فَإِنَّهُ كِتَابٌ مَبْنِيٌّ عَلَى غَايَةِ التَّحْقِيقِ ( قَوْلُهُ : وَمَأْمُولِي ) مِنْ الْأَمَلِ وَهُوَ الرَّجَاءُ ( قَوْلُهُ : مِنْ النَّاظِرِ ) أَيْ الْمُتَأَمِّلِ . قَالَ الرَّاغِبُ : النَّظَرُ قَدْ يُرَادُ بِهِ التَّأَمُّلُ وَالتَّفَحُّصُ ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ الْمَعْرِفَةُ الْحَاصِلَةُ بَعْدَ الْفَحْصِ ، وَاسْتِعْمَالُ النَّظَرِ فِي الْبَصِيرَةِ أَكْثَرُ عِنْدَ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ بِالْعَكْسِ ا هـ وَتَمَامُهُ فِي حَاشِيَةِ الْحَمَوِيِّ ( قَوْلُهُ : فِيهِ ) أَيْ فِي شَرْحِي هَذَا ( قَوْلُهُ : بِعَيْنِ الرِّضَا ) أَيْ بِالْعَيْنِ الدَّالَّةِ عَلَى الرِّضَا ، وَلَا يَنْظُرُ بِعَيْنِ الْمَقْتِ ، فَإِنَّ مَنْ نَظَرَ بِهَا تَبَيَّنَ لَهُ الْحَقُّ بَاطِلًا ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :وَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ تُبْدِي الْمَسَاوِيَا
وَتَلَافِي إنْ كَانَ فِيهِ ائْتِلَافِي بِك عَجِّلْ بِهِ جُعِلْت فِدَاكَا
اُنْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِ مَوْلًى لَمْ يَزَلْ يُولِي النَّدَى وَتَلَافَ قَبْلَ تَلَافِ
أَنَا كَاَلَّذِي أَحْتَاجُ مَا يَحْتَاجُهُ فَاغْنَمْ دُعَائِي وَالثَّنَاءَ الْوَافِي
وصحح المفعول من نحو عدا واعلله إن لم تتحر الأجودا
ويروى بالوجهين قول الشاعرأنا الليث معديا عليه وعاديا
والثاني هو الجاري على ألسنة الفقهاء ( قوله : ما زاد وعز نقله ) أي وما زاد على ما في الدرر والغرر وعز نقله في الكتب المتداولة عزوته لقائله . وفي بعض النسخ : وما زاد عن نقله ، أي وما زاد عن المنقول في الدرر والغرر ، فعن بمعنى على والمصدر بمعنى اسم المفعول ( قوله : وما ) أي قصدا للاختصار علة لقوله لم أعزه ، وفيه إشارة إلى كثرة نقله عن الدرر ومتابعته له كعادة المصنف في متنه وشرحه ، وهو بذلك حقيق فإنه كتاب مبني على غاية التحقيق ( قوله : ومأمولي ) من الأمل وهو الرجاء ( قوله : من الناظر ) أي المتأمل . قال الراغب : النظر قد يراد به التأمل والتفحص ، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص ، واستعمال النظر في البصيرة أكثر عند الخاصة والعامة بالعكس ا هـ وتمامه في حاشية الحموي ( قوله : فيه ) أي في شرحي هذا ( قوله : بعين الرضا ) أي بالعين الدالة على الرضا ، ولا ينظر بعين المقت ، فإن من نظر بها تبين له الحق باطلا ، كما قال الشاعر :وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
وتلافي إن كان فيه ائتلافي بك عجل به جعلت فداكا
انظر إلي بعين مولى لم يزل يولي الندى وتلاف قبل تلاف
أنا كالذي أحتاج ما يحتاجه فاغنم دعائي والثناء الوافي