الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ومنها السجود ) بجبهته وقدميه ، ووضع إصبع واحدة منهما شرط ، وتكراره تعبد ثابت بالسنة كعدد الركعات

التالي السابق


( قوله ومنها السجود ) هو لغة : الخضوع قاموس ، وفسره في المغرب بوضع الجبهة في الأرض . وفي البحر : حقيقة السجود وضع بعض الوجه على الأرض مما لا سخرية فيه ، فدخل الأنف وخرج الخد والذقن ، وأما إذا رفع قدميه في السجود فإنه مع رفع القدمين بالتلاعب أشبه منه بالتعظيم والإجلال ا هـ وتمامه فيما علقناه عليه ( قوله بجبهته ) أي حيث لا عذر بها . وأما جواز الاقتصار على الأنف فشرطه العذر على الراجح كما سيأتي . قال ح : ثم إن اقتصر على الجبهة فوضع جزءا منها وإن قل فرض ووضع أكثرها واجب ( قوله وقدميه ) يجب إسقاطه لأن وضع إصبع واحدة منهما يكفي كما ذكره بعد ح . وأفاد أنه لو لم يضع شيئا من القدمين لم يصح السجود وهو مقتضى ما قدمناه آنفا عن البحر ، وفيه خلاف سنذكره في الفصل الآتي ( قوله وتكراره تعبد ) أي تكرار السجود أمر تعبدي : أي لم يعقل معناه على قول أكثر المشايخ تحقيقا للابتلاء ، وقيل ثنى ترغيما للشيطان حيث لم يسجد مرة فنحن نسجد مرتين ، وتمامه في البحر . مطلب هل الأمر التعبدي أفضل أو المعقول المعنى ؟ [ فائدة ]

سئل المصنف في آخر فتاواه التمرتاشية : هل التعبدي أفضل أو معقول المعنى ؟ أجاب لم أقف عليه لعلمائنا سوى قولهم في الأصول : الأصل في النصوص التعليل ، فإنه يشير إلى أفضلية المعقول ، ووقفت على ذلك في فتاوى ابن حجر . قال : قضية كلام ابن عبد السلام أن التعبدي أفضل لأنه بمحض الانقياد ، بخلاف ما ظهرت علته فإن ملابسه قد يفعله لتحصيل فائدته ، وخالفه البلقيني فقال : لا شك أن معقول المعنى من حيث الجملة أفضل لأن أكثر الشريعة كذلك ، وبالنظر للجزئيات قد يكون التعبدي أفضل كالوضوء وغسل الجنابة فإن الوضوء أفضل ، وقد يكون المعقول أفضل كالطواف والرمي فإن الطواف أفضل . ا هـ . وفي الحلية عند الكلام على فرائض الوضوء : وقد اختلف العلماء في أن الأمور التعبدية هل شرعت لحكمة عند الله تعالى وخفت علينا أو لا ؟ والأكثرون على الأول وهو المتجه لدلالة استقراء عبادة الله تعالى على كونه سبحانه جالبا للمصالح دارئا للمفاسد ، فما شرعه إن ظهرت حكمته لنا قلنا إنه معقول وإلا قلنا إنه تعبدي ، والله سبحانه العليم الحكيم ( قوله ثابت بالسنة ) أي وبالإجماع بحر ، وهذا لأن الأمر بالسجود في الآية لا يدل على تكراره .




الخدمات العلمية