الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) يفسدها ( تشميت عاطس ) لغيره ( بيرحمك الله ولو من العاطس لنفسه لا ) وبعكسه التأمين بعد التشميت

التالي السابق


( قوله وتشميت ) بالسين والشين المعجمة ، والثاني أفصح درر ( قوله لغيره ) تبع فيه صاحب النهر ، والأصوب إسقاطه لأن تشميت مصدر مضاف لمفعوله والفاعل محذوف وهو المصلي ، ولكن زاده ليقابله بقوله ولو العاطس لنفسه ، وتأويله أن قوله لغيره بدل من عاطس لأن الإضافة فيه على معنى اللام : أي تشميته لعاطس ، فصار المعنى تشميت المصلي لغيره فافهم .

( قوله بيرحمك الله ) قيد به لأن السامع لو قال الحمد لله ، فإن عنى الجواب اختلف المشايخ ، أو التعليم فسدت ، أو لم يرد واحد منهما لا تفسد اتفاقا نهر . وصحح في شرح المنية عدم الفساد مطلقا لأنه لم يتعارف جوابا . قال : بخلاف الجواب السار بها أي بالحمد له للتعارف ( قوله ولو من العاطس لنفسه لا ) أي لو قال لنفسه يرحمك الله يا نفسي لا تفسد لأنه لما لم يكن خطابا لغيره لم يعتبر من كلام الناس كما إذا قال يرحمني الله بحر ( قوله وبعكسه التأمين إلخ ) صورته ما في الظهيرية : رجلان يصليان فعطس أحدهما فقال رجل خارج الصلاة يرحمك الله فقالا جميعا آمين تفسد صلاة العاطس دون الآخر لأنه لم يدع له ا هـ أي لم يجبه . ويشكل عليه ما في الذخيرة : إذا أمن المصلي لدعاء رجل ليس في الصلاة تفسد صلاته ا هـ وهو يفيد فساد صلاة المؤمن الذي ليس بعاطس وليس ببعيد كما لا يخفي بحر .

وأجاب في النهر بأنا لا نسلم أن الثاني تأمين لدعائه لانقطاعه بالأول وإلى هذا يشير التعليل ا هـ وحاصله : أنه لما كان الدعاء للعاطس تعين تأمينه جوابا للداعي فلم يكن تأمين المصلي الآخر جوابا ، بخلاف ما إذا كان المؤمن واحدا فإنه يتعين تأمينه جوابا كما في مسألة الذخيرة . وأجاب العلامة المقدسي بحمل ما في الذخيرة على ما إذا دعا له ليكون جوابا ، أما إذا دعا لغيره فلا يظهر كونه جوابا فلا تفسد ا هـ لكن ينافيه ما يذكره الشارح لو دعا لأحد أو عليه فقال أي المصلي آمين تفسد ، وكذا ما في البحر عن المبتغى : لو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد ، وقيل تفسد وعليه المتأخرون ا هـ فهذا يؤيد ما أجاب به في النهر لأن المؤمن واحد فتعين تأمينه جوابا وإن لم يكن الدعاء له فلذا لم يعرج الشارح على ما في البحر فافهم




الخدمات العلمية