قال : وقال ما جاء في الخطبة : الخطب كلها مالك ، يجلس فيما بينها يفصل فيما بين الخطبتين بالجلوس ، وقبل أن يبتدئ الخطبة الأولى يجلس ثم يقوم يخطب ثم يجلس أيضا ثم يقوم يخطب ، هكذا قال لي خطبة الإمام في الاستسقاء والعيدين ويوم عرفة والجمعة . مالك
قال : وقال : مالك جلس قبل أن يخطب ثم يقوم فيخطب ، قال : وأما في الجمعة فإنه يجلس حتى يؤذن المؤذن . إذا صعد الإمام المنبر في خطبة العيدين
قال ابن القاسم قال لي : يجلس في كل خطبة قبل أن يخطب مثل ما يصنع في الجمعة . مالك
قال ابن القاسم : وسألت إذا مالكا ؟ صعد الإمام يوم الجمعة على المنبر هل يسلم على الناس
قال : لا وأنكر ذلك .
قال : وسمعته يقول : من سنة الإمام ومن شأن الإمام أن يقول إذا فرغ من خطبته : يغفر الله لنا ولكم . فقلت : يا أبا عبد الله فإن الأئمة يقولون اليوم اذكروا الله يذكركم ، قال : وهذا حسن وكأني رأيته يرى الأول أصوب . قال : وقال : بلغني أن مالك أراد أن يتكلم بكلام يأمر الناس فيه ويعظهم وينهاهم ، فصعد المنبر فقعد عليه حتى ذهب الذاهب إلى عمر بن الخطاب قباء وإلى العوالي فأخبرهم بذلك ، فأقبل الناس ثم قام فتكلم بما شاء الله . عمر
قال : وقال : لا بأس أن يتكلم الإمام في الخطبة على المنبر إذا كان في أمر أو نهي . مالك
قال : وقال في مالك ، قال : لا بأس بذلك ولا نراه لاغيا . الإمام يريد أن يأمر الناس يوم الجمعة وهو على المنبر في خطبته بالأمر ينهاهم عنه أو يعظهم به
قال : ولقد استشارني بعض الولاة في ذلك فأشرت عليه به .
قال ابن القاسم : وكل من كلمه الإمام فرد على الإمام فلا أراه لاغيا ، قال : ولا أحفظ عن فيه شيئا . مالك
قال سحنون عن عن ابن وهب عن يونس بن يزيد ابن شهاب أنه قال : { بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ فيجلس على المنبر ، فإذا سكت المؤذن قام فخطب الخطبة [ ص: 232 ] الأولى ثم جلس شيئا يسيرا ، ثم قام فخطب الخطبة الثانية حتى إذا قضاها استغفر الله ثم نزل فصلى . قال ابن شهاب : وكان إذا قام أخذ عصا فتوكأ عليها وهو قائم على المنبر ، ثم كان أبو بكر وعمر يفعلون ذلك وعثمان } وقال . ابن وهب : وذلك مما يستحب للأئمة أصحاب المنابر أن يخطبوا يوم الجمعة ومعهم العصي يتوكئون عليها في قيامهم وهو الذي رأينا وسمعنا . مالك