الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
761 794 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14181حفص بن عمر، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن nindex.php?page=showalam&ids=17152منصور، عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة، قالت: nindex.php?page=hadith&LINKID=650752كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه وسجوده: " nindex.php?page=treesubj&link=1546_24992_1570سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي ".
في هذا الحديث: دليل على الجمع بين التسبيح والتحميد والاستغفار في الركوع والسجود.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12077أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=684345لما نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح كان يكثر إذا قرأها وركع أن يقول: " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، إنك أنت التواب الرحيم " ثلاثا .
وأبو عبيدة ، لم يسمع من أبيه، لكن رواياته عنه صحيحة.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16735عون بن عبد الله ، عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " nindex.php?page=hadith&LINKID=672675إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثا، وذلك أدناه ".
وهو مرسل، يعني: أن nindex.php?page=showalam&ids=16735عون بن عبد الله لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود -: قاله nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وغيرهم.
وقد روي بهذا الإسناد موقوفا.
[ ص: 61 ] وقد روي من وجوه أخر عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود مرفوعا - أيضا - ولا تخلو من مقال.
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " من حديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، قال: صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فافتتح البقرة - وذكر الحديث، إلى أن قال: ثم ركع فجعل يقول: " سبحان ربي العظيم "، وكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: " سمع الله لمن حمده "، ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: " سبحان ربي الأعلى "، فكان سجوده قريبا من قيامه.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في " صحيحه " nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث موسى بن أيوب الغافقي : حدثني عمي إياس بن عامر ، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني ، قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=672659لما نزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فسبح باسم ربك العظيم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " اجعلوها في ركوعكم "، فلما نزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سبح اسم ربك الأعلى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " اجعلوها في سجودكم ".
nindex.php?page=showalam&ids=13941موسى ، وثقه nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود وغيرهما، لكن ضعف nindex.php?page=showalam&ids=17336ابن معين رواياته عن عمه المرفوعة خاصة.
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في ركوعه وسجوده: " سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ".
وفيه - أيضا -: عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أنه وصف صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: وإذا ركع قال: " اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي [ ص: 62 ] وبصري ومخي وعظمي وعصبي " وذكر بقية الحديث.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي بمعناه، وعنده: أن ذلك كان يقوله في المكتوبة.
وفي إسناد nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي لين.
ولكن خرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي هذه اللفظة بإسناد جيد.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي نحو حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر nindex.php?page=showalam&ids=80ومحمد بن مسلمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث محمد بن مسلمة : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول ذلك في صلاة التطوع.
وخرج - أيضا - هو nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك ، قال: قمت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة، فلما ركع مكث قدر سورة البقرة، يقول في ركوعه: " سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ".
وفي الباب أحاديث أخر متعددة يطول ذكرها.
والكلام هاهنا في nindex.php?page=treesubj&link=1546حكم التسبيح في الركوع ، وفي الدعاء فيه.
فأما التسبيح في الركوع: فمشروع عند جمهور العلماء.
قال nindex.php?page=showalam&ids=36جابر : كنا نسبح ركوعا وسجودا، وندعو قياما وقعودا.
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي .
[ ص: 63 ] وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : لا بأس به. هكذا في " تهذيب المدونة "، قال: ولا حد له.
وأما الجمهور، فأدنى الكمال عندهم ثلاث تسبيحات، وتجزئ واحدة.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن وإبراهيم أن المجزئ ثلاث.
وقد يتأول على أنهما أرادا المجزئ من الكمال، كما تأول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وغيره حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود المرفوع الذي فيه: " وذلك أدناه " على أدنى الكمال.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، أنه كان يقول في ركوعه وسجوده قدر خمس تسبيحات.
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال: التام من ذلك قدر سبع تسبيحات.
وعنه، قال: سبع أفضل من ثلاث، وخمس وسط بين ذلك.
وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : يسبح من ثلاث إلى سبع.
وقالت طائفة، يستحب للإمام أن يسبح خمسا ليدرك من خلفه ثلاثا، هكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق وبعض أصحابنا.
ومنهم من قال: يسبح من خمس إلى عشر.
وقال بعض أصحابنا: يكره للإمام أن ينقص عن أدنى الكمال في الركوع والسجود، ولا يكره للمنفرد؛ ليتمكن المأموم من سنة المتابعة.
ولأصحابنا وجه: أنه لا يزيد على ثلاث.
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي أبو يعلى في " الأحكام السلطانية ": أن الإمام المولى إقامة الحج بالناس ليس له أن ينفر في النفر الأول، بل عليه أن يلبث بمنى ، وينفر في اليوم الثالث؛ ليستكمل الناس مناسكهم.
[ ص: 64 ] وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يزيد الإمام على ثلاث تسبيحات - ومنهم من قال: خمس - إلا أن يرضى المأمومون بالتطويل، ويكونون محصورين لا يزيدون.
وهذا خلاف نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الإمام، فإنه نص على أنه يسبح ثلاثا، ويقول مع ذلك ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي الذي سبق ذكره. قال: وكل ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ركوع أو سجود أحببت أن لا يقصر عنه، إماما كان أو منفردا، وهو تخفيف لا تثقيل.
واختلف أصحابنا في [...] الكمال في التسبيح: هل هو عشر تسبيحات، أو سبع؟ ولهم وجهان آخران في حق المنفرد: أحدهما: يسبح بقدر قيامه. والثاني: ما لم يخف سهوا.
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال: ما صليت وراء أحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشبه صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا الفتى - يعني: nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز - قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.
ولو لم يسبح في ركوعه ولا سجوده، فقال أكثر الفقهاء: تجزئ صلاته، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وغيرهم.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - في ظاهر مذهبه - nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق : إن تركه عمدا بطلت صلاته، [ ص: 65 ] وإن تركه سهوا وجب عليه أن يجبره بسجدتي السهو.
وقالت طائفة: هو فرض لا يسقط في عمد ولا سهو، وحكي رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وهو قول داود ، ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12354والنخعي ما يدل عليه، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=17343يحيى بن يحيى ، وعلي بن دينار من أئمة المالكية.
قال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : وقد تأوله المتأخرون بتأويلات بعيدة.
ويستدل له بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة: " إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ".
وكذلك سمى الله الصلاة تسبيحا، كما سماها قرآنا، فدل على أن الصلاة لا تخلو عن القرآن والتسبيح.
وعلى القول بالوجوب، فقال أصحابنا: الواجب في الركوع: " سبحان ربي العظيم "، وفي السجود: " سبحان ربي الأعلى "، لا يجزئ غير ذلك، لحديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وعقبة ، وقد سبقا.
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : يجزئ كل ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من تسبيح وذكر ودعاء وثناء.
وهو قياس مذهبنا في nindex.php?page=treesubj&link=1552_1554_1562جواز جميع أنواع الاستفتاحات والتشهدات الواردة في الصلاة .
قال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يستحب أن يأتي بالتسبيح، ثم يقول بعده: " اللهم، [ ص: 66 ] لك ركعت " إلى آخره. كما رواه nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قالوا: فإن أراد الاقتصار على أحدهما، فالتسبيح أفضل.
قال بعضهم: والجمع بين التسبيح ثلاثا، وهذا الذكر أفضل من الاقتصار على التسبيح، وزيادته على الثلاث.
وأما الدعاء في الركوع، فقد دل حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا على استحبابه، وعلى ذلك بوب nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هاهنا، وهو قول أكثر العلماء.
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : يكره الدعاء في الركوع دون السجود، واستدل بحديث nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " أما الركوع، فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فاجتهدوا فيه في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم ".
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رواية، أنه قال: لا يعجبني الدعاء في الركوع والسجود في الفريضة.
قال بعض أصحابنا: وهي محمولة على الإمام إذا طول بدعائه على المأمومين أو نقص بدعائه التسبيح عن أدنى الكمال، فأما في غير هاتين الحالتين فلا كراهة فيه.
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ".
وفيه - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في [ ص: 67 ] سجوده: " اللهم اغفر ذنبي كله، دقه وجله، أوله وآخره، وعلانيته وسره ".
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، أنه صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في سجوده: " اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا " - وذكر الحديث بطوله.
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، وعنده: أنه قال في صلاته، أو في سجوده، بالشك.
وفي " المسند " عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات ليلة في سجوده: " رب اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ".
وفيه: عنها - أيضا - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ذات ليلة في سجوده: " رب أعط نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها ".