الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2597 11 - حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، أي الصدقة أفضل ، قال : أن تصدق وأنت صحيح حريص ، تأمل الغنى ، وتخشى الفقر ، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت : لفلان كذا ، ولفلان كذا ، وقد كان لفلان .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( حتى إذا بلغت الحلقوم ) إلى آخره ، ومحمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وسفيان هو الثوري ، وعمارة بضم العين المهملة ، وتخفيف الميم ابن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي ، وأبو زرعة ابن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ، قيل : اسمه هرم ، وقيل : عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن ، وقيل : جرير ، وقيل : عمرو .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الزكاة في باب : أي الصدقة أفضل ، فإنه أخرجه هناك عن موسى بن إسماعيل ، عن عبد الواحد ، عن عمارة ، ولكن الإسناد هناك كله بالتحديث ، وهنا بالتحديث في موضعين ، والباقي بالعنعنة . قوله : ( قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ) ، وهناك جاء رجل إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، فقال : قوله : ( أي الصدقة أفضل ) وهناك ، أي الصدقة أعظم أجرا . قوله : ( وأنت صحيح حريص ) وهناك ( وأنت صحيح شحيح ) ، وقد مر الكلام فيه هناك . قوله : ( ولا تمهل ) بالجزم ; لأنه نهي ، ويروى بالرفع على أنه نفي ، ويجوز النصب على تقدير ، وأن لا تمهل . قوله : ( قلت : لفلان كذا ) إلى آخره ، قال الخطابي : فلان الأول والثاني الموصى له ، وفلان الأخير الوارث ; لأنه إن شاء أبطله ، وإن شاء أجازه ، وقال الكرماني : قد كان لفلان ، أي : للوارث ، والثاني للمورث ، والثالث للموصى له .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية