الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2735 وقول الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اصبروا إلى آخر الآية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وقوله مجرور عطفا على قوله : " فضل رباط " وتمام الآية وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون قال زيد بن أسلم : اصبروا على الجهاد ، وصابروا العدو ، ورابطوا الخيل على العدو ، وعن الحسن وقتادة : اصبروا على طاعة الله ، وصابروا أعداء الله ، ورابطوا في سبيل الله ، وعن الحسن أيضا : اصبروا على المصائب ، وصابروا على الصلوات الخمس ، وقال محمد بن كعب : اصبروا على دينكم ، وصابروا لوعدي الذي وعدتكم عليه ، ورابطوا عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم ، واتقوني فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني ، وفي ( تفسير ابن كثير ) قال الحسن البصري : أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه الله لهم ، وهو الإسلام ولا يدعوه لسراء ولا لضراء ، ولا لشدة ولا لرخاء حتى يموتوا مسلمين ، وأن يصابروا الأعداء الذين يملون دينهم ، وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن أحمد ، أخبرنا موسى بن إسحاق ، أخبرنا أبو جحيفة علي بن يزيد الكوفي ، أخبرنا ابن أبي كريمة ، عن محمد بن يزيد ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أقبل أبو هريرة يوما ، فقال : يا ابن أخي أتدري فيما أنزلت هذه الآية يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا الآية . قلت : لا ، قال : [ ص: 176 ] أما إنه لم يكن في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - غزو يرابطون فيه ، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد ويصلون الصلاة في مواقيتها ، ثم يذكرون الله فيها فعليهم أنزلت اصبروا أي : على الصلوات الخمس وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون وهكذا روى الحاكم أيضا في ( مستدركه ) .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية