الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2703 73 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11931أبو اليمان قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله أن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=652646سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : nindex.php?page=treesubj&link=24000_33393إنما الشؤم في ثلاثة : في الفرس والمرأة والدار .
مطابقته للترجمة في قوله : " في الفرس " وهذا السند بهؤلاء الرجال قد مر غير مرة ، nindex.php?page=showalam&ids=11931وأبو اليمان بفتح الياء آخر الحروف ، الحكم بن نافع الحمصي nindex.php?page=showalam&ids=16108وشعيب بن أبي حمزة الحمصي nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب .
والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في الطب عن عبيد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن nindex.php?page=showalam&ids=11931أبي اليمان ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في عشرة النساء عن محمد بن خالد بن خلي ، عن بشر بن شعيب ، عن أبي حمزة ، عن أبيه به .
قوله : " أخبرني سالم " كذا صرح شعيب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري بإخبار سالم له ، وشذ nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب فأدخل بين nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري وسالم محمد بن زيد بن قنفذ ، واقتصر nindex.php?page=showalam&ids=16108شعيب على سالم ، وتابعه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عند nindex.php?page=showalam&ids=12118أبي عوانة ، وكذا روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب الطب عن nindex.php?page=showalam&ids=15241عبد الله بن محمد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16553عثمان بن عمر ، أخبرنا يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن سالم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، الحديث ، ونقل nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني nindex.php?page=showalam&ids=14171والحميدي أن سفيان كان يقول : لم يرو nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري هذا الحديث إلا عن سالم .
قلت : هذا ممنوع ، وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي حدثنا يونس قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب قال : أخبرني يونس nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=652646 "إنما الشؤم في ثلاثة : في المرأة والدار والفرس" ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا عن أبي الطاهر ، nindex.php?page=showalam&ids=15708وحرملة عن nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب عن يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661136 "لا عدوى ولا طيرة ، وإنما الشؤم في ثلاثة : المرأة والفرس والدار" ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا : حدثنا أبو بكر بن إسحاق قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=15974ابن أبي مريم قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال قال : حدثنا عتبة بن مسلم عن حمزة بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661138nindex.php?page=treesubj&link=33393_24000 "إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة" ، قوله : " إنما الشؤم في ثلاثة " أي : كان في ثلاثة أشياء ، وجاء في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك وسفيان وسائر الرواة بحذف أداة الحصر ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : الحصر فيها بالنسبة إلى العادة لا بالنسبة إلى الخلقة ، وقيل : إنما خصت هذه الأشياء الثلاثة بالذكر لطول ملازمتها ; لأن غالب أحوال الإنسان لا يستغني عن دار يسكنها وزوجة يعاشرها وفرس مرتبطة ، واتفقت الطرق كلها على الاقتصار على الثلاثة المذكورة ، ووقع عند إسحاق في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق ، قال nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر : قالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : والسيف ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : رواه nindex.php?page=showalam&ids=15662جويرية عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن بعض أهل nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة ، والمبهم المذكور هو أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه موصولا عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أم سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة أنها حدثت بهذا الحديث وزادت فيهن السيف ، وأبو عبيد المذكور هو ابن بنت أم سلمة ، وأمه nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت سلمة .
قلت : التحقيق في هذا الموضع أن هذا الحصر ليس على ظاهره ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - يقول : إن كان الشؤم في شيء فهو فيما بين اللحيين مع اللسان ، وما شيء أحوج إلى سجن [ ص: 150 ] طويل من لسان ، وإنما قلنا : إنه متروك ، الظاهر لأجل قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لا طيرة " وهي نكرة في سياق النفي ، فتعم الأشياء التي يتطير بها ، ولو خلينا الكلام على ظاهره لكانت هذه الأحاديث ينفي بعضها بعضا ، وهذا محال أن يظن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا الاختلاف من النفي والإثبات في شيء واحد ووقت واحد ، والمعنى الصحيح في هذا الباب نفي الطيرة بأسرها بقوله " لا طيرة " فيكون قوله عليه الصلاة والسلام "إنما الشؤم في ثلاثة" بطريق الحكاية عن أهل الجاهلية ; لأنهم كانوا يعتقدون الشؤم في هذه الثلاثة لا أن معناه أن الشؤم حاصل في هذه الثلاثة في اعتقاد المسلمين ، وكانت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله تعالى عنها - nindex.php?page=treesubj&link=24003تنفي الطيرة ولا تعتقد منها شيئا حتى قالت لنسوة كن يكرهن الابتناء بأزواجهن في شوال : nindex.php?page=treesubj&link=30732_31370_23234ما تزوجني رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - إلا في شوال ولا بنى بي إلا في شوال ، فمن كان أحظى مني عنده ، وكان يستحب أن يدخل على نسائه في شوال .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي عن علي بن معبد قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون قال : أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17258همام بن يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة عن أبي حسان قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=937322دخل رجلان من بني عامر على nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فأخبراها أن nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : الطيرة في المرأة والدار والفرس ، فغضبت وطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض ، فقالت : والذي نزل القرآن على محمد - صلى الله عليه وسلم - ما قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط ، إنما قال : إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك ، فأخبرت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أن ذلك القول كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - حكاية عن أهل الجاهلية لا أنه عنده كذلك .
وأخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن أبي حسان المذكور ، وفي روايته كذب ، والذي أنزل القرآن ، وفي آخره ، ثم قرأت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب الآية . قلت : أبو حسان الأعرج ، ويقال : الأجرد واسمه مسلم بن عبد الله البصري ، وثقه يحيى nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، وروى له الجماعة nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري مستشهدا .
قوله : " طارت شقة " أي : قطعة ، ورواه بعض المتأخرين بالسين المهملة وأراد به المبالغة في الغضب والغيظ ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة كذب ، فإن العرب تقول : كذبت إذا أرادوا به التغليظ ، ومعناه أوهم وظن حقا ونحو هذا .
وهنا جواب آخر ، وهو أنه يحتمل أن يكون قوله - صلى الله عليه وسلم - : " الشؤم في ثلاثة " كان في أول الإسلام خبرا عما كان تعتقده العرب في جاهليتها على ما قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، ثم نسخ ذلك وأبطله القرآن والسنن وأخبار الآحاد لا تقطع على عينها ، وإنما توجب العمل فقط ، وقال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=51قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وقال nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22ما أصاب من مصيبة في الأرض الآية ، وما خط في اللوح المحفوظ لم يكن منه بد ، وليست البقاع ولا الأنفس بصارفة من ذلك شيئا ، وقد يقال : إن شؤم المرأة أن تكون سيئة الخلق أو تكون غير قانعة أو تكون سليطة أو تكون غير ولود ، وشؤم الفرس أن يكون شموسا ، وقيل "أن لا يكون يغزى عليها" ، وشؤم الدار أن تكون ضيقة ، وقيل : أن يكون جارها سوءا ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي بإسناد ضعيف في الخيل إذا كان ضروبا فهو مشؤوم ، وإذا حنت المرأة إلى زوجها الأول فهي مشؤومة ، وإذا كانت الدار بعيدة من المسجد لا يسمع منها الأذان فهي مشؤومة .
فإن قلت : روى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك في ( موطئه ) عن يحيى بن سعيد أنه قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=708747جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله ، دار سكناها فالعدد كثير والمال وافر فقل العدد وذهب المال ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوها ذميمة . قلت : إنما قال ذلك كذلك لما رأى منهم أنه رسخ في قلوبهم ما كانوا عليه في جاهليتهم ، ثم بين لهم ولغيرهم ولسائر أمته الصحيح بقوله nindex.php?page=hadith&LINKID=847751 "لا طيرة ولا عدوى" ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يحتمل أن يكون أمرهم بتركها والتحول عنها إبطالا لما وقع في قلوبهم منها من أن يكون المكروه إنما أصابهم بسبب الدار سكناها ، فإذا تحولوا منها انقطعت مادة ذلك الوهم .
وقد أخرج nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث حكيم بن معاوية قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " nindex.php?page=hadith&LINKID=678496لا شؤم ، وقد يكون اليمن في المرأة والدار والفرس " . قلت : في إسناده ضعف ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم في كتاب ( الحلية ) من حديث خبيب بن عبيد عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=704253الشؤم سوء الخلق" .
فإن قلت : ما الفرق بين الدار وبين موضع الوباء الذي منع من الخروج منه . قلت : ما لم يقع التأذي به ولا اطردت عادته به خاصة ولا عامة ، لا نادرة ولا متكررة لا يصغى إليه ، وقد أنكر الشارع الالتفات إليه كلقي غراب في بعض الأسفار أو صراخ بومة في دار ، ففي مثل هذا قال - صلى الله تعالى عليه وسلم - "لا طيرة ولا تطير" ، وأيضا إنه لا يفر منه لإمكان أن يكون قد وصل الضرر إلى الفار ، فيكون سفره زيادة في محنته وتعجيلا لهلكته .