الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2717 87 - حدثنا مالك بن إسماعيل قال : حدثنا زهير عن حميد عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء لا تسبق . قال حميد : أو لا تكاد تسبق ، فجاء أعرابي على قعود فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه ، فقال : حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا ووضعه . طوله موسى عن حماد عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ما ذكرناه في الحديث الأول ، ومالك بن إسماعيل بن زياد النهدي الكوفي ، وزهير هو ابن معاوية .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أبو داود في الأدب عن أحمد بن سليمان عن موسى بن داود عن زهير به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو لا تكاد " شك من الراوي ، قوله : " على قعود " بفتح القاف ، وهو ما استحق الركوب من الإبل ، ويقال : القعود من الإبل ما يعده الإنسان للركوب والحمل ، وقال الأزهري عن الليث : القعود والقعودة من الإبل خاصة ، ولم أسمع قعوده بالهاء لغير الليث ، ولا يكون إلا للذكر ، ولا يقال للأنثى قعودة ، قال : وأخبرني المنذري أنه قرأ بخط أبي الهيثم ، ذكر الكسائي أنه سمع من يقول قعودة للقلوص وللذكر قعود ، وجمع القعود قعدان والقعادين جمع الجمع ، وفي ( المحكم ) القعدة والقعودة والقعود من الإبل ما اتخذه الراعي للركوب ، والجمع أقعدة وقعد وقعائد ، وقال الجوهري : هو البكر حتى يركب ، وأقل ذلك أن يكون ابن سنتين إلى أن يدخل في السادسة فيسمى جملا ، قوله : " حتى عرفه " أي : حتى عرفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كونه شاقا عليهم ، ويقال : عرف أثر المشقة ، وسيجيء في الرقاق ، فلما رأى ما في وجوههم وقالوا سبقت العضباء ، الحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أن لا يرتفع شيء من الدنيا " وفي رواية موسى بن إسماعيل أن لا يرفع شيئا ، وكذلك في الرقاق على ما سيأتي إن شاء الله تعالى ، وكذا في رواية أبي داود عن النفيلي عن زهير ، وفي رواية النسائي من رواية شعبة عن حميد أن لا يرفع شيء نفسه في الدنيا ، قوله : " طوله موسى " أي : رواه موسى بن إسماعيل التبوذكي مطولا عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس - رضي الله تعالى عنه - ، وهذا التعليق وقع في رواية المستملي وحده هنا .

                                                                                                                                                                                  وفيه اتخاذ الإبل للركوب والمسابقة عليها ، وفيه التزهيد في الدنيا للإشارة إلى أن كل شيء منها لا يرتفع إلا يتضع ، وفيه الحث على التواضع ، وفيه حسن خلق النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وتواضعه وعظمته في صدور أصحابه .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية