الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2735 105 - حدثنا عبد الله بن منير قال : سمع أبا النضر قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبد الله بن منير ، بضم الميم وكسر النون أبو عبد الرحمن المروزي ، وهو من أفراده ، وأبو النضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ، واسمه هاشم بن القاسم التميمي ، ويقال : الليثي الكناني ، خراساني سكن بغداد ومات بها يوم الأربعاء غرة ذي القعدة سنة سبع ومائتين ، وأبو حازم الأعرج سلمة بن دينار ، وسهل بن سعد بن مالك الساعدي الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه الترمذي فيه عن أبي بكر بن أبي النضر عن أبي النضر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " سمع أبا النضر " التقدير أنه سمع أبا النضر ، قوله : " رباط يوم " قد مر تفسير الرباط عن قريب ، قوله : " وما عليها " أي : على الدنيا ، وفائدة العدول عن قوله : " وما فيها " هو أن معنى الاستعلاء أعم من الظرفية وأقوى ، فقصده زيادة المبالغة ، قوله : " وموضع سوط أحدكم " إلى قوله : " عليها " لأن الدنيا فانية وكل شيء في الجنة باق وإن صغر في التمثيل لنا وليس فيه صغير ، فهو أدوم وأبقى من الدنيا الفانية المنقطعة ، فكان الدائم الباقي خيرا من المنقطع ، قوله : " والروحة " إلى آخره وتفسير الغدوة والروحة مر في أوائل كتاب الجهاد في باب الغدوة والروحة ; لأنه أخرج هناك عن سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها" .

                                                                                                                                                                                  فإن قلت : روى أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث عثمان - رضي الله تعالى عنه - رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل . قلت : لا تعارض ; لأنه باختلاف العاملين أو باختلاف العمل بالنسبة إلى الكثرة والقلة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية